تلاوة إعجازية - الشيخ مصطفى إسماعيل

سورة الفجر.........يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

تابع القراءة Résumé abuiyad

وصف الكعبة المشرفة من الداخل والخارج

وصف الكعبة من الخارج
الكعبة: هي مبنى ذو شكل جميل مكعب تقريبا بارتفاع 15 متر واضلاعها 12 متر و10 متر. للكعبة منفذ واحد وهو باب يفتح ثلاث مرات سنويا لغسل داخلها بماء زمزم.

في الداخل، الغرفة فارغة . السقف مدعم من ثلاثة أعمدة خشبيه من أفضل الأنواع محلاه بالذهب في زاوية نجد ادراجا ضيقة تسمح بالصعود للأعلى حيث يصعد فيه مرة في السنة لتبديل كسوة الكعبة. في القرن التاسع عشر كانت الكعبة محاطة بعدة مبان صغيرة. /


    1- الحجر الأسود ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية.
    2-باب الكعبة ويقع الحائط الشرقي ويرتفع 2.13 متر عن الأرض.
    3-مزراب ويقع في الحائط الشمالي لإخراج مياه الأمطار.
    4-الشاذروان وهو جزء من حجر أساس الكعبة.
    5-الحطيم
    6-ملتزم
    7-مقام إبراهيم
    8-زاوية الحجر الاسود.
    9-الركن اليماني
    10-الركن الشامي
    11-الركن العراقي
    12-كسوة الكعبة
    13-شريط من الرخام وقد تمت إزالته الآن منعا لتدافع الناس والازدحام
موقع الكعبة

تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً مكعبة الشكل ويقال أيضا أنها مركز الكرة الأرضيه أي تقع في منتصف الكرة الأرضيه ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا تقريبا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين.أركان الكعبة الأربعة هي الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل. كما يعتقد المسلمون أن أول من بناها هم الملائكة وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وفيما يلي أسماء البناة: الملائكة وآدم وشيث بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هـ، والحجاج بن يوسف عام 74 هـ، والسلطان مراد الرابع عام 1040 هـ.
بناء قريش للكعبة قبيل الإسلام

قامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا أن لايدخلوا في بنائها إلا طيباً فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر ثلاثة أمتار ومن مميزات بنائهم أنهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من أرادوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد أن كان 4.32 متر وأكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي محمد في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود بعد ما اختلفت القبائل حول من سيكون له شرف إعادة الحجر الأسود لمكانه فاتفقوا على أن من سيدخل عليهم يحكّمونه فيما بينهم فكان أول من دخل هو النبي محمد الذي حل المشكلة بطريقة ذكية، وهي أن يمسك شيخ كل قبيلة طرفاً من قطعة قماش يضعوا في وسطها الحجر الأسود ثم قاموا برفعها إلى موضع الحجر الأسود وتقدم النبي محمد، ووضع الحجر الأسود بيديه في مكانه فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروباً بين قبائل العرب.
بناء عبد الله بن الزبير في العهد الأموي

في عهد عبد الله بن الزبير تعرضت الكعبة للتصدّع عندما رماها الأمويين بالمنجنيق، فقرر عبد الله إعادة بنائها ولما كان قد سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثا يقول فيه النبي محمد أن قريش نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بنائها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما وبخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض.
بناء الحجاج بن يوسففي العهد الأموي

في 73 هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عدوه ومنافسه عبد الله بن الزبير إلى الأبد، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان ونواحي مكة كلها، ودامت الحرب أشهراً وتأثرت جدران الكعبة حين سقطت عليها الحجارة المقذوفة من المنجنيق، وتزعزع البناء، وبعد مقتل عبد الله بن الزبير واستيلاء الأمويين على مكة، أمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يعيد بناء الكعبة إلى ما كانت عليه في عهد قريش وذلك لعدم علمه بحديث عائشة رضى الله عنها، وقد أورد الخبر مسلم في صحيحه.
بناء السلطان مراد الرابع في العهد العثماني

وهو البناء الأخير والحالي للكعبة، وقد تم في عهد السلطان العثماني مراد الرابع في سنة 1040 هـ/1630م، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة يوم الأربعاء 19 شعبان 1039 هـ الموافق أبريل 1630م، وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، دخل المسجد الحرام والكعبة، وبلغ منتصفها من الداخل وحمل جميع ما في المسجد من خزائن الكتب والقناديل والبسط وغيرها، وخرب الدور واستخرج الأثاث منها، ومات بسببه خلق كثير.

وسقط جدارها الشامي وجزء من الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، لذلك أمر السلطان مراد بسرعة عمارتها.

بدأ العمل في عمارتها يوم الأحد 23 جمادى الآخرة سنة 1040 هـ/1630م، وتم الانتهاء من البناء في غرة شهر رمضان من السنة نفسها. وهو البناء الحالي الماثل أمامنا وكل ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن ترميمات وإصلاح فقط.
الحجر الأسود

يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة ويسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده وسمى وكبّر (بسم الله والله أكبر) ولا يقبل يده. وقد ورد في الحديث أن محمد عليه الصلاة والسلام قال: إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهم لأضاء ما بين المشرق والمغرب " وقد ورد في الحديث أيضاً أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم.
الإطار الفضي

كان عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من الفضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في 1422 هـ.
الملتزم

وهو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين كما ورد أن عبد الله بن عمرو بن العاص طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فالصق صدره ويديه وخده اليه ثم قال : (هكذا رأيت رسول الله يفعل)، (سنن ابن ماجة). وقال أبو الزبير : رأيت عبد الله بن عمر وابن عباس وعبد الله بن الزبير ما يلتزمونه وقال ابن عباس ما : أن ما بين الحجر والباب لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله بشئ إلا رأى في حاجته بعض الذي يحب.(أخبار مكة) للفاكهي 230 باسناد حسن. .

باب الكعبة

مصنوع من الفضة يعود إلى الفترة العثمانية، تم استبداله بعد عمليات الترميم. يزين الباب زهور وكتابات عربية قرآنية. بجانب الباب تم تعليق جزءا من الكسوة التي تحيط بالكعبة، والتي يتم تجديدها سنوياً. يرتفع عن أرض المطاف بحوالي 2.5 وارتفاع الباب 3.06 متر وعرضه 1.68 متر، الباب الموجود اليوم هدية الملك خالد بن عبد العزيز وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب. أما مفتاح الكعبة فيودع عند بني شيبة الذين لهم سدانة الكعبة كما هي وصية النبي.
أركان الكعبة

جاءتا تسمية الأركان باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً، وجاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى.

    الرُكن الشرقي : وهو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً، يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
    الرُكن العراقي : وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً، وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل، ويُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.
    الرُكن الغربي : وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام، وهو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل.
    الرُكن اليماني : وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً، ويُسمَّى أيضا الركن اليماني لكونه باتجاه اليمن.
 وهذا فيديو يصف لنا الكعبة المشرفة من الخارج

وصف الكعبة من الداخل


    أولا: يوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.
    ثانيا: تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي. أما المسافة المتبقية - من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة

الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة. كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول محمد. بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول محمد  بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)

    ثالثا: ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بارتفاع حوالي 9 أمتار محلاة بزخارف ذهبية.
    رابعا: عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية تعود للعهد العثماني.
    خامسا: درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.
    سادسا: مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم المكي الشريف.

يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط عالي تعبأ بالماء ومواد التنظيف. تغسل الكعبة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور.


 وهذا فيديو يصف لنا الكعبة المشرفة من الداخل
 
 مقام إبراهيم

وهو الحجر الذي قام عليه النبي إبراهيم عند بناء الكعبة وكان إبنه إسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كملت جهة أنتقل إلى الجهة الأخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت ولقد كانت هذه من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميهِ رطباً فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميهِ ظاهراً فيه.
سدانة الكعبة

كان عثمان بن طلحة سادن الكعبة، فلما دخل النبيُّ مكة يوم الفتح، فطلب رسول الله المفتاح، فجيئ بالمفتاح فتنحى ناحية المسجد فجلس رسول الله وقد قبض السقاية وسدانة الكعبة من العباس وأخذ المفتاح من عثمان، فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية وسدانة الكعبة، فأنـزل الله هذه الآية (من القران الكريم) : ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾«‌4‏:58» فلما جلس رسول الله قال ادعوا إلي عثمان فدعي له عثمان بن طلحة ،و قيل أن رسول الله قال لعثمان وهو يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان المفتاح فقال لعلك سترى هذا المفتاح بيدي أضعه حيث شئت فقال عثمان لقد هلكت إذا قريش وذلت. فقال رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) بل عمرت وعزت يومئذ. فلما دعاني بعد أخذه المفتاح ذكرت قولة ما كان قال. فأقبلت فاستقبلته ببشر واستقبلني ببشر. ثم قال خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته. فكلوا بالمعروف. قال عثمان فلما وليت ناداني فرجعت إليه. فقال ألم يكن الذي قلت لك ؟ قال فذكرت قوله لي بمكة فقلت : بلى، أشهد أنك رسول الله فأعطاه المفتاح.


 ثوب الكعبة

يتكون الكساء من خمس قطع تغطى أربع منها أوجه الكعبة، أما القطعة الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة. تبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة 20 مليون ريال (أي ما يزيد عن 5 ملايين دولار)، وتصنع من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا ويوجد في الثلث الأعلى منه حزام يبلغ عرضه 95 سنتمترًا وطوله 47 مترًا ويتألف من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية كتبت كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه "يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين"، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة بكاملها. وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل ثم مرحلة النسج ويتم فيها تحويل الشلل المصبوغة إلى قماش حرير يطرز عليه الحزام أو الستارة، أو إلى قماش حرير جاكارد المكون للكسوة. بعد ذلك تأتي مرحلة طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة "سلك سكرين" تمهيدًا لتطريزها، ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة.
منظر للكعبة ولباحة المسجد الحرام

وتتم هذه المراحل في مصنع الكسوة المشرفة الذي يتوزع على عدة أقسام هي قسم الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة، ويعمل فيه أكثر من 200 موظف من الكوادر السعودية.

وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة بالإضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الحكومة السعودية بإهدائها لكبار الشخصيات.
تابع القراءة Résumé abuiyad

خصائص قراءة الإمام نافع المدني



 الإمام نافع  بن أبي نعيم المدني إمام المدينة وأحد القراء السبعة المشهورين
له عدة رواة أشهرهم : 
قالون : عيسى بن مينا المدني
  وروايته يقرأ بها أهل ليبيا ولهم مصحف متداول بروايته من طريق أبي نشيط
كما يُقرأ بها في المناطق المجاورة مثل شمال التشاد وشرق تونس
  ورش : أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري
   وروايته من طريق يوسف الأزرق يقرأ بها أهل المغرب قاطبة يحافظون عليها ويتقنونها
كما يقرأ بها القطر الجزائري والموريطاني والسنغالي وبعض بلدان افريقيا السوداء المجاورة

قال الإمام الشاطبي رحمه الله معرفا بالبدر نافع وراوييه :
فَأمَّا الكَرِيمُ السِّرِّ فِي الطِّيبِ نَافِعٌ ***** فَذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدِينَةَ مَنْزِلاَ
وَقَالُونُ عِيسَى ثُمَّ عُثْمَانُ وَرْشُهُمْ ***** بِصُحْبَتِهِ الْمَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّـلاَ

قرأ نافع على سبعين من التابعين منهم يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح وعبد الرحمن بن هرمز
وقرأ هؤلاء على عبد الله بن عباس وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب
وقرأ ابي بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان نافع رحمه الله إماما عارفا بوجوه القراءات
انتهت إليه رياسة الإقراء في المدينة المنورة وأجمع الناس عليه بعد التابعين
وكان يقرئ الناس بالقراءات كلها حتى إذا جاء من يطلب حرفه أقرأه به
اختص الإمام نافع في قراءته ببعض الأصول والفروع لم يشاركه فيها أحد من القراء السبعة
وهذه أبرز إن لم تكن كل الخصائص التي انفردت بها قراءته مع شواهدها من الشاطبية
ولمحة مختصرة لتوجيهها أسأل الله تعالى أن يجعله عملا متقبلا خالصا ، وأن ينفع به .
اختص الإمام نافع بقراءة :
{ يُغفَـر لكم } في قوله تعالى :

{ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ يُـغْفَرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة/58

ا ختص الإمام نافع بالقراءة بالياء المضمومة وفتح الفاء على التذكيرفي:
{ يُـغْـفَرْ } لأنه لما فرق بين المؤنث وفعله قام التفريق مقام التأنيث وحسُن التذكير
وإن كان قبله إخبار عن الله تعالى في قوله : {وإذ قلنا } لأنه قد عُلِم
أن ذنوب الخاطئين لايغفرها إلا الله تعالى , فاستُغني عن النون
وَرَدَّ الفعل إلى الخطايا المغفورة .

قال الشاطبي مشيرا لقراءة نافع في هذا اللفظ :
( وذ كّر هنا أصلا .....)
أي أن المشار إليه بالهمزة في قوله ( أصلا) وهو رمز نافع قرأ بالتذكير
ومن خصائص قراءة إمامـنا نافـع:

{ مِيكَآئِلَ } في قوله تعالى :
{ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَآئِلَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } البقرة/98.
قرأ نافع وحده بدون ياء بعد الهمزة , وهي لغة من لغات هذا الإسم .

قال الشاطبي :
( ودع ياء ميكائيل والهمز قبله ـــ على حجة والياء يحذف أجملا )
أي المشار لهما بالعين والحاء يحذفان الياء والهمزة من { ميكائيل }
ونافع المشار إليه بالهمزة من ( أجملا ) يحذف الياء الثانية التي بعدها الهمزة فقط .


{ وَ لاَ تَـسْـأَلْ } في قوله تعالى :
{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تَسْـألْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }البقرة /119.

قرأها نافع مفتوحة التاء مجزومة اللام على النهي ,
وفي النهي معنى التعظيم لما هم فيه من العذاب , أي لا تسأل يا محمد عنهم ,
فقد بلغوا غاية العذاب التي ليس بعدها مستزاد .

قال الشاطبي :
( وتسأل ضموا التاء واللام حركوا ــــ برفع خـلودا وهو من بعد نفي لا )
أي السبعة إلا نافع على القراءة بضم التاء واللام على النفي ,
فتعين لنافع القراءة بفتح التاء وإسكان اللام على النهي الذي هو ضد النفي .
ومن خصائص قراءة الامام نافع المدني :

قراءته : ( النبيء , النبيئين , النبيئون , الأنبئاء , النبوءة ) وماشابهه , بالهمز ,
مثال ذلك :

قوله تعالى : {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِـيـئُـونَ مِن رَّبِّهِمْ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة /136

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّـبِيـئِينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران /21

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّـبِـيـئُونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء
فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً
وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة /44

{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَ نْـبِــئَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ
بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء /155

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوءَةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ
وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد /26

ولم يهمز قالون موضعين في سورة الأحزاب ورد فيهما همزتان مكسورتان , وذلك في قوله تعالى :
( وَٱمۡرَأَةً۬ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَہَا لِلنَّبِىِّ إِنۡ أَرَادَ ) الاحزاب/ 50
/وقوله تعالى :
( يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ ) الاحزاب/ 53

وذلك لأن مذهبه في الهمزتين المكسورتين هو تسهيل الاولى منهما
ولما أدى تسهيلها إلى الجمع بين الساكنين , أبدلها مثل ما قبلها ــ أي ياء ــ ثم أدغم ما قبلها فيها ,
وذلك حال الوصل ,
أما حال الوقف , فيرجع إلى أصله بالتحقيق .

وقراءة نافع جاءت على الأصل , من النبأ الذي هو الخبر , لأن النبي مُخبر عن الله تعالى ,
فهي تبنى على " فعيل " , بمعنى " فاعل " ,
أي منبئ عن الله تعالى بالوحي الذي يأتيه منه , فأصله بالهمز .

قال الشاطبي :
( وجمعا وفردا في النبيء وفي النبو ــــ ءة الهمز كـل غير نافع أبـدلا )
( وقالون في الأحزاب في للنبي مع ــــ بيوت النبي الياء شدد مبدلا )
)
ومن خصائص قراءة إمامنا نافع أيضا:


قراءته { الصابئين } { الصابئون }
بترك الهمز حيث وردت ، وهي ثلاثة لاغير :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة/62
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ
صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } المائدة/69
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ
يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج/17
فتقرأ { الصَّابُونَ } { الصَّابِينَ }

فهو إما خفف الهمزة على البدل ، أي أبدل منها في النصب ياء مكسورة ، وفي الرفع
واوا مضمومة ، فاجتمع ساكنان ، فحذف أحدهما .
والوجه الثاني : أن يكون من (صبا . يصبو ) إذا فعَلَ مالا يجب فعله كما يفعل الصبي
فيكون حذف لامه في الجمع في الاعتلال .

قال الشاطبي مشيرا إلى قراءة الجماعة بالهمز سوى نافع :
( وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ )

ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :

قراءته : { حَـتَّى يَـقُـولُ } برفع اللام , في قوله تعالى :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم
مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } البقرة /214.

قال الشاطبي :
( ... وحتى يقول الرفع في اللام أوِّلاَ )

وعلى القراءة بالرفع , أي : وزلزلوا حتى الرسول يقول , أي حتى هذه حاله , وبالرفع قرأ
مجاهد والأعرج وابن محيصن وشيبة .
وفُسرت الآية على أن في الكلام تقديم وتأخير , والتقدير : " حتى يقول الذين آمنوا : متى
نصر الله ؟ فيقول الرسول : ألا إن نصر الله قريب , فقدّم الرسول في الرتبة لمكانته , ثم
قدم قول المومنين لأنه المتقدم في الزمان " .

قراءته : { عَسِـيتُمْ } بكسر السين , في قوله تعالى :
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيءٍ لَّهُمُ
ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسِـيتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ
وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ
إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
البقرة /246

وقوله تعالى :
{ فَهَلْ عَسِـيتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } محمد /22.

قال الشاطبي :
( ..... عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلا )
أي المشار إليه بالهمزة من قوله : ( انجلا ) يقرأ بالكسر : { عسيتم } حيث وردت ,
والكسر لغة في " عسى " إذا اتصل بمضمر خاصة .


ا لمد في : { أنـا }

ــ اختص إمامنا نافع بمد ألف { أنـا } وصلا في القرءان الكريم , شرط أن تأتي بعدها همزة قطع .
وتأتي { أنـا } في القرءان الكريم على شكلين :
إما قبل همزة قطع نحو : { وأنا أول المسلمين } .
أو قبل حرف غير همزة قطع نحو : { إنما أنا نذير} .
فقبل همزة القطع وقع منها في القرءان الكريم خمسة عشر موضعا :

ـ موضعان قبل الهمزة المضمومة :
1) { قال أنا أحيي وأميت } البقرة / 258.
2) { أنا أنبئكم بتاويله } يوسف / 45.

ـ عشرة مواضع قبل الهمزة المفتوحة :
1) { وأنا أول المسلمين } الأنعام / 163.
2) { وأنا أول المومنين } الأعراف / 143.
3) { إني أنا أخوك } يوسف / 69 .
4) { أنا أكثر منك مالا } الكهف / 34.
5) { أنا أقل منك مالا } الكهف /39.
6) { أنا ءاتيك به قبل أن تقوم } النمل /39.
7) { أنا ءاتيك به قبل أن يرتد } النمل / 40.
8) { وأنا أدعوكم إلى العزيز } غافر / 42.
9) { فأنا أول العابدين } الزخرف / 81.
10) { وأنا أعلم بما أخفيتم } الممتحنة /1.

اختص نافع بإثبات ألف { أنا } وصلا دون سائر السبعة إذا أتى بعد
{ أنا } همزة قطع , سواء كانت مضمومة أو مفتوحة , واتفقت الروايات والطرق عنه على إثباتها عند همزتي القطع المضمومة والمفتوحة , وهي المذكورة آنفا .

وأما عند همزة القطع المكسورة , وهي ثلاثة مواضع :
1) { إن أنا إلا نذير وبشير } بالأعراف / 188.
2) { إن أنا إلا نذير مبين } بالشعراء / 115.
3) { وما أنا إلا نذير مبين } بالأحقاف / 9 .

فانفرد عنه قالون بإثبات الألف ورُوِي عنه حذفها كذلك , أي له الوجهان ,
وعلى إثباتها وصلا يكون مدّها من قبيل المنفصل فيقرأ حسب الوجه المقروء له به ,
وأما ورش فيحذف الألف وصلا عند الهمزة المكسورة .
وأما حال الوقف , فكل القراء متفقون على إثبات الف { أنـا } .

وأما ألف { أنـا } الواقع بعده حرف غير همز نحو : { أنا ومن اتبعني }
{ أناخير } ,وماشابهه , فتحذف الألف وصلا وتثبت وقفا لجميع القراء .

قال الشاطبي رحمه الله :
( ومد أنا في الوصل مع ضم همزة ــ وفتح أتى والخلف في الكسر بـجلا )

ومن خصائص قراءة نافع :

قراءته : { خطيئـاته } بالجمع في قوله تعالى :
{ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَاتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة/81
حمله على معنى الإحاطة , والإحاطة إنما تكون بكثرة المحيط .
بمعنى: " بلى من كسب شركا وأحاطت به كبائره فأحبطت أعماله , فأولئك أصحاب النار"

قال الشاطبي :
( خطيئته التوحيد عن غير نافع )
أي كل السبعة على القراءة بالإفراد سوى نافع .

ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :

أنه يفتح كل ياء إضافة وليتها همزة قطع مضمومة ,
وجملتها عشر ياءات في القرآن الكريم هي :
{ إنيَ أعيذها } آل عمران /36.
{ إنيَ أريد } المائدة / 29.
{ فإنيَ أعذبه } المائدة / 115
{ إنيَ أمرت } الأنعام / 14.وبالزمر / 11. { عذابيَ أصيب به } الأعراف / 156.{ إنيَ أشهد } هود /54
{ أنيَ أوفي } يوسف / 59.
{ إنيَ ألقي } النمل / 29
{ إنيَ أريد } القصص / 27.

قال الشاطبي : ( وعشر يليها الضم مشكلا - فعن نـافع فـافـتح...)
وقراءة نافع بفتح هذه الياءات جاءت على الأصل , لأنها اسم المضاف إليه
وأصلها الحركة , والدليل على ذلك أنها كالكاف في " عليك و إليك "
و كالهاء في " إليه و عليه "
وهذه المضمرات لا تكون إلا متحركة , فكذلك ياء الإضافة , وإنما جاز
إسكانها استخفافا للحركة على الياء .

اختص إمامنا نافع بفتح ثمان من ياءات الإضافة الواقع بعدها همزة قطع مكسورة وهي :

{ من أنصاريَ إلى الله } في آل عمران/52 و الصف/14
{ بناتيَ إن كنتم} الحجر/71.
{ ستجدنيَ إن شاء الله } في الكهف/69 و القصص/27 و الصافات/102 .
{ بعباديَ إنكم } الشعراء /52.
{ لعنتيَ إلى } ص/78.

قال الشاطبي رحمه الله :
( بناتي وأنصاري عبادي ولعنتي ---- وما بعده إن شاء بالفتح أهملا )
أشار رحمه الله إلى أن نافعا المرموز إليه بالهمزة في قوله : ( أهملا )
فتح هذه الياءات المذكورة , وقصد بقوله : ( وما بعده إن شاء ) موضع الكهف والقصص والصافات المذكورة آنفا . فهو فيها على أصله وقاعدته العامة في ياءات الإضافة الذي هو الفتح إلا ما استثنى من ذلك .

ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :

قراءته : { مَـيْسُـرَةٍ } بضم السين , في قوله تعالى :
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُـرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
البقرة /280.
والضم والفتح لغتان فصيحتان , وبالضم قرأ مجاهد وابن محيصن وشيبة وعطاء وحميد والحسن , وهي لغة هذيل .
قال الشاطبي :
( وميسرة بالضم في السين أصلا )
أشار رحمه الله إلى قراءة نافع بالضم بهمزة ( أصلا )
فتعين للباقين القراءة بفتحها .

ومن خصائص قراءته :

قراءته : { تَـرَوْنَهُـم } بالتاء على الخطاب , في قوله تعالى :
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ تَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }آل عمران/13.
وناسبت القراءة بالخطاب ما قبله , وهو قوله تعالى : { قد كان لكم آية في فئتين التقتا } , وحسن أن يكون الخطاب للمسلمين , والهاء والميم للمشركين , فخاطب ثم عاد إلى الغيبة في قوله { مثليهم } وهو في القرآن وكلام العرب كثير , ويحتمل أن يكون الضمير في { مثليهم } للمسلمين , أي : ترون المسلمين مثلي ما هم عليه من العدد , لتقوى أنفسهم على لقاء العدو , ويحتمل أن يكون للمشركين , لأنهم كانوا ثلاثة أمثالهم , فقللهم الله في أعينهم ليجسروا على لقائهم .
يؤيد ذلك قوله تعالى :
{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }الأنفال /44.

قال الشاطبي مشيرا إلى أن مدلول " الخاء " من ( خـص ) وهم كل القراء قراءتهم بالغيب سوى نافع :
( ... وترون الغيب خُـصَّ وخُـلِّلاَ ).
ومن خصائص قراءة المدني :

أنه سـهّـل الهمزة التي هي عين الفعـل وصلا ووقـفا في :
{ أرءيتكم } و { أرء يـتـم } و { أرءيـت } و { أ فـرء يـت } و { أرءيتـك }
وشبهه ,
إذا كان قبل الراء همزة ــ أي همزة الاستفهام ,
استثقل اجتماع همزتبن في فعل واحد مع اتصال الفعل بضمير , فخفف الثانية بين بين .
ولإمامنا ورش وجـه ثـان , وهو إبدالها ألفا . ومثال ذلك في بعض الآيات :

{ قُلْ أَرَأَْيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الأنعام/40
{ قُلْ أَرَأَْيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ
غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }الأنعام/46
{ قَالَ أَرَأَْيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ
إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً }الكهف/63
{ أَفَرَأَْيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَّكَّرُونَ }
الجاثية /23 .
{ قَالَ أَرَأَْيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً }الإسراء/62 .

قال الشاطبي :
(أرأيت في الاستفهام لا عين راجع ـــــ وعن نافع سهل وكم مبدل جــلا )

أشار إلى قراءة الكسائي بإسقاط الهمزة في هذه الكلمات وإلى قراءة
نـافع ووجه الإبـدال لورش كما تقـدم , فتعين لباقي القراء إثبات الهمزة
محقـقة , وإذا وقف حمزة سهل الهمزة .


قراءته : { أنِّي أخْلُقُ } بكسر الهمزة , وذلك في قوله تعالى :

{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
إِنِّيَ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَائِراً بِإِذْنِ اللّهِ
وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ
فِي بِيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } آل عمران /49.

جعل الكلام مستأنفا , مبتدأ به , فكسر " إن "
ويجوز أن تكون " إن " وما بعدها تفسيرا لما قبلها , مثل قوله تعالى:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } ثم فسَّر التمثيل بينهما فقال :
{ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران /59.

قال الشاطبي مشيرا إلى قراءة نافع :
( وبالكسر إني أخلق اعتاد أفضلا )

( والله تعالى أعلم )

ومن خصائص قراءته كذلك :

قراءته : { طَـائِـرًا } في نفس الآية السابقة , بألف وهمزة على التوحيد , على تقدير :
" فأنفخ في الواحد منها فيكون طائرا " .
وكذلك قراءته في موضع المائدة , في قوله تعالى :

{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَائِراً بِإِذْنِي
وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة /110 .

قال الشاطبي :
( وفي طائرا طيرا بها وعقودها ــــــ خـصوصا ........ ) .

أشار رحمه إلى أن مدلول " الخاء " من " خـصوصا " وهم كل القراء سوى نافع ,
قراءتهم بالجمع في الموضعين , ونافع بالإفراد في الموضعين .

ومن خصائص قراءة الإمام نافع :

قراءته : { يـُحْـزِنـكَ } وما شابهه , بضم الياء وكسر الزاي حيث ورد .كقوله تعالى :
{وَلاَ يُحْـِزنـكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران / 176.
و{ لَـيُحْـزِنُـنِيَ } في قوله تعالى :
{ قَالَ إِنِّي لَـيُحِْزِنُـنِيَ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } يوسف/13
و{ لِـيُحْـزِنَ الَّـذِيـنَ }في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }المجادلة /10 .
كل ذلك بضم الياء وكسر الزاي ,
إلا : { لا يَحْزُنُهُم } في قوله تعالى :
{ لَا يَـحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الأنبياء /103.
فإنه فتح الياء وضم الزاي مثل سائر القراء .

جمع رحمه الله بين اللغتين . فقرأ في سائر القرآن بالضم , من" أحْزَنَ" يقال : أحزنت الرجل , إذا جعلته حزينا , فضُمَّت الياء في المستقبل لأنه رباعي .
وقرأ في موضع الأحزاب على اللغة الأخرى , من " حَـِزنَ الرجل , يَـحْزَنُ "
ومنه قوله تعالى :
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة /38.

قال الشاطبي :
( ........ ويحزن غير الأنبياء بضم واكسر الضم أحفلا )
أخبر رحمه الله أن المشار إليه بالهمز من ( أحفلا )وهو نافع , قرأ بالضم وأنه كسر ضم الزاي , سِـوَى حرف الأنبياء , كما تقدم .

ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :

قراءته : { وإن كانت واحدة } بالرفع ,
وذلك في قوله تعالى :
{ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ
فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ
آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً } النساء/11

اختص وحده بالقراءة بالرفع , جعل " كان " تامة , بمعنى : حدث ووقع ,
والتقدير : فإن وقع أو حدث إرث واحدة , أو حكم واحدة أو نحوه ,

قال الشاطبي :
( ... نافع بالرفع واحدة جـلا )


قراءته : { مَـدْخَلاً } بفتح الميم , في موضعين في القرآن الكريم :
في قوله تعالى :
{ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مَّدْخَلاً كَرِيماً }النساء/31
وفي قوله تعالى :
{ لَيُدْخِلَنَّهُم مَّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ }الحج /59
فتح على المصدر , جعله مصدرا لفعل ثلاثي مضمر ,
بمعنى : " ندخلكم فتدخلون مدخلا "
ويجوز أن يكون { مدخلا } بالفتح , مكانا , أي يدخلكم مكانا , فيتعدَّى إليه
{ ندخلكم } على المفعول به , وحَسُنَ ذلك لأنه قد وُصِفَ بالكريم ,
كما جاء في قوله تعالى : { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } الشعراء / 58.

قال الشاطبي :
( مع الحج ضمُّوا مَدْخَلاً خَـصَّهُ .....)
أشار إلى أن المشار إليهم بالخاء من قوله : ( خصه )
وهم كل السبعة سوى نافع , ضموا الميم في الموضعين , فَتَعَيَّنَ لنافع الفتح وحده .


قراءته : { دَفْعُ اللهِ النَّاسَ } بكسر الدال وألف بعد الفاء المفتوحة : { دِفَاعُ }
في الموضعين , في قوله تعالى :
{ وَلَوْلاَ دِفاعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة/251
وفي قوله تعالى :
{... وَلَوْلَا دِفاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج/40

جعله مصدرا ل : " فاعَلَ " أو مصدرا ل : " فعَلَ " كقولهم : كتبت كتابا ,
كقوله تعالى : { كتاب الله عليكم } النساء /24
فتكون القراءتان بمعنى واحد .

قال الشاطبي :
( دفاع بها والحج فتح وساكن ـــــ وقصر خـصوصا ... )
أخبر أن القراء كلهم إلا نافعا على القراءة بفتح الدال وسكون الفاء دون ألف في الموضعين , فتعين لنافع القراءة كما لفظ بها , بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها .

قراءته :{ وَالأُذْنَ بالأُذْنِ } { في أذْنَيْهِ } { أُذْنُ }
بإسكان الذال حيث وقع , والإسكان والضم , لغتان فصيحتان .

وذلك في قوله تعالى :
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذْنَ بِالأُذْنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهْوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة/45

و في قوله تعالى :
{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيءَ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذْنٌ قُلْ أُذْنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة/61

وفي قوله تعالى :
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذْنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }لقمان/7

وفي قوله تعالى :
{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذْنٌ وَاعِيَةٌ }الحاقة/12

قال الشاطبي : (... وكيف أتى أذن به نافع تلا )
أي أن نافعا قرأ بالإسكان كيفما أتى هذا اللفظ , معرفا أو منكرا أو مفردا أو مثنى .

من خصائص إمامنا نافع :

قراءته { هَـذَا يَوْمُ } بنصب الميم , في قوله تعالى :

{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمَ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة/119

جعل الإشارة ب: " هذا " لغير " يوم "
والتقدير : " هذا الذي اقتص عليكم يحدث يوم ينفع الصادقين صدقهم ,
أي سيقوله ذلك اليوم , وأفعال الله تعالى التي يخبر عنها بمنزلة الكائنة ,
لذلك يخبر عنها بلفظ الماضي , وهو كثير في القرءان .

قال الشاطبي :
( ويـوم برفع خـذ ........)
أي قرأ برفع الميم جميعهم إلا نافع .
ومن خصائصه :

قراءته :{ سَبيلُ الْمُجْرِمِينَ } بنصب اللام .
جعل : { لِتَسْتَبينَ } خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم ,
و { سَبيلَ } مفعول به .
في قوله تعالى :
{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55

قال الشاطبي :
( سبيل برفع خـذ ....... )
ويُُعْلَمُ انفراده بالنصب من الضد ,
إذ كلهم على الرفع , فتعين له النصب .

قراءته : { وخَرَقُوا } بتشديد الراء
في قوله تعالى :
{وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَّقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }الأنعام/100

شَدَّدَ على التكثير لكفرهم , ومطابقة لقولهم العظيم لما ادعوا لله البنات ,
سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا .

قال الشاطبي :
( ... وخرَّقوا بتثقيله انجلا )
أشار رحمه الله إلى أن المرموز له بالألف من ( انجلا )
وهو نافع تميز من بين الجماعة بقراءته بالتشديد .

قراءته : { محياي } بالإسكان بخلاف عن ورش ,
وفتح { مماتي } .
في قوله تعالى :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَآيْ وَمَمَاتِيَ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام/162
قال الداني :
كان ورش يروي عن نافع الإسكان في { محياي } ويختار لنفسه الفتح .
وتقدم تعليل الفتح في ياءات الإضافة في الصفحة الثانية .

قال الشاطبي :
( ومحياي جئ بالخلف والفتح خوِّلا )
وقال :
( مماتي أتى ........ )
أي المشار إليه بالجيم من : ( جئ ) وهو ورش ,
اختلف عنه بين الفتح والإسكان في { محياي }
والجماعة وهم مدلول الخاء في ( خولا )على الفتح سوى نافع .
ثم أشارفي سياق ذكره للفتح إلى أن نافع فتح { مماتي }
وهو المرموز له بالهمزة من ( أتى )


قِرَاءَتُهُ : { خَالِصَةً } بالرفع ,
في قوله تعالى :
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32

جعل { خالصة } خبرا ل: " هي " في قوله تعالى : { قل هي للذين آمنوا }
بمعنى : " قل الطيبات والزينة خالصة للمؤمنين في الآخرة "

قال الشاطبي :
( وخالصةٌ أصل .... )
أخبر أن نافعاالمشار إليه بالهمزة من قوله : ( أصل )
قرأ برفع التاء كما لفظها مرفوعة .
ومن خصائصه :

قراءته : { على أن لا } بفتح الياء مشددة ,
على تعدية { حقيق } إلى ضمير المتكلم ,
وأدغم ياء " على " التي تنقلب مع الضمير ياء في ياء المتكلم وفتحها .
وذلك في قوله تعالى :
{حَقِيقٌ عَلَىَّ أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ }الأعراف/105

قال الشاطبي :
( علىَّ على خصوا ..... )
أشار إلى قراءة الجماعة " على " بياء ساكنة تنقلب ألفا في اللفظ ,
وهم المشار لهم بالخاء من (خصوا )
وبقي نافع وحده على القراءة بياء مفتوحة مشددة كما لفظ بها في الأول .

قراءته : { يقتلون } بفتح الياء مخففا , في قوله تعالى :
{وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ
يَقْتُلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }الأعراف/141
وقراءته بالتخفيف من " قتل , يقتل " وهو يدل على القلة والكثرة .

قال الشاطبي مشيرا لذلك :
( ... وفي يقتلون خـذ ... )
يعني أن كل القراء إلا نافعا لهم التثقيل الذي ذكره قبل ,
فتعين لنافع القراءة بالتخفيف .

وقراءته : { بعذاب بيس } بياء ساكنةمن غير همز وكسر الباء قبلها
على وزن: عِيس
خفف الهمزة بالبدل بياء .
وذلك في قوله تعالى :
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }الأعراف/165

قال الشاطبي :
( وبيس بياء أمَّ ... )
أخبر رحمه الله بوجه قراءة إمامنا نافع المشار إليه بالهمز من { أم }


تفرده بقراءة : { لايتبعوكم } في قوله تعالى :
{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتْـبَعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ }
الأعراف/193
و { يتبعهم } وفي قوله تعالى :
{وَالشُّعَرَاءُ يَتْـبَعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء/224
بإسكان التاء و فتح الباء مخففا
وهما لغتان , والمعنى واحد
وقال بعض أهل اللغة :
أتْبَعْتَ القوم : إذا سبقوك فأسرعت نحوهم
واتَّبَعْتَهُمْ : إذا ذهبت معهم ولم يستتبعوك
قال الشاطبي :
( ولا يتبعوكم خـف مع فتح بائه ـــــ ويتبعهم في الظلة احتل واعتلا )
أخبر رحمه الله بقراءة نافع المذكورة آنفا في الموضعين
وقوله : في الظلة , أي في سورة الشعراء


قراءته : { يَمُدُّونَهُمْ } بضم الياء وكسر الميم ,
في قوله تعالى :
{ وَإِخْوَانُهُمْ يُمِدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ }الأعراف/202
أي يزينون لهم الغي والكفر , وفيه لغتان : مد وأمد .

قال الشاطبي :
( يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا )
أي إقرأ للمشار إليه بالهمزة في ( أعدلا )
بضم فتحة الياء وكسر ضمة الميم ,


{ مُرْدَفِينَ } بفتح الدال , في قوله تعالى :
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدَفِينَ }الأنفال/9
وفتح الدال بمعنى : أن الذين قاتلوا يوم بدر ,
أُرْدِفوا بألف من الملائكة , أي أنزِلُوا إليهم لمعونتهم على الكفار ,


قال الشاطبي :
( وفي مردِفين الدالَ يفتحُ نافع )
ذكره هنا بصريح اسمه , وقراءته واضحة .


قراءته بنقل حركةالهمز إلى الساكن قبله في :

{ به ءالآن } و { ءالآن وقد عصيت }
في قوله تعالى :
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }يونس/51
{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }يونس/91
تفرد نافع بالقراءة بفتح اللام من غير همز ,
أي أنه ينقل هنا بكماله حركة الهمزة إلى الساكن قبلها .
قال الشاطبي رحمه الله :
(...... ولنافع ــــــ لدى يونس ألآن بالنقل نقلا )

{ ردًا } بالقصص ,
في قوله تعالى :
{ {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدًا يُصَدِّقْنِي إِنِّيَ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ }القصص/34
اختص بنقل حركة الهمزة إلى الدال قبلها حال الوصل , ولم ينفرد حال الوقف .
قال الشاطبي :
( ونقل رداً عن نافع .... )

ونقل الحركة من وسائل تخفيف الهمز , وهو لغة من لغات العرب ,
استعمله نافع رحمه الله جمعا بين اللغتين .

{ غيابت } على الجمع : { غيابات } في الموضعين ،
في قوله تعالى :
{ قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ
يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } يوسف/10
وقوله تعالى :
{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ
وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }يوسف/15
جمع لأنه يمكن أن يكون للجب غيابات
و يجوز حذف مضاف على أنهم ألقوه في إحدى الغيابات .
قال الشاطبي :
( غيابات في الحرفين بالجمع نافع )


وقراءته : { الرياح } بالجمع .
في قوله تعالى :
{ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّياحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ }إبراهيم/18
وفي قوله تعالى :
{ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّياحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ
إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }الشورى/33
قرأ بالجمع , على معنى أن الريح تأتي من كل جانب , فهي رياح .
قال الشاطبي :
( وفي سورة الشورى ومن تحت رعده *** خصوص ... )
أي كل السبعة سوى نافع , وهم مدلول الخاء ,
على القراءة بالتوحيد الذي ذكره قبل ذلك بقوله :
(والريح وحدا ) , فتعين لنافع القراءة بالجمع من الضد .


{ فبم تبشرون }
في قوله تعالى :
{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونِ }الحجر/54
تفرد نافع بكسر النون مع تخفيفها ,
وأصله :" تبشرونني " حذفت النون الثانية للتخفيف ,
وكسرت لاتصالها بالياء , ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها .

قال الشاطبي :
( وثقل للمكي نون تبشرو ---- ن واكسره حرميا وما الحذف أولا )
أشار إلى أن مدلول ( حرمي ) كسرا النون
وتعين التخفيف لنافع من ضد التثقيل الذي ذكره للمكي ,
ثم أشار إلى أن النون المحذوفة لنافع هي الثانية لا الأولى .
وكذلك قرأ :
{ مفرطون }
في قوله تعالى:
{وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى
لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرِطُونَ }النحل/62
بكسر الراء , من "أفرط " إذا أعجل
أي أنهم معجّلون إلى النار , وسابقون إليها .

قال الشاطبي :
( ورا مفرطون اكسر أضا ....... )
أمر أن يقرأ بكسر راء " مفرطون " لنافع
وهو المشار إليه بالهمزة من ( أضا )
ومن ذلك قراءته :

{ من لدني } بضم الدال مع تخفيف النون المكسورة .
في قوله تعالى :
{قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِي عُذْراً }الكهف/76

والانفراد له في الجمع بين ضم الدال وتخفيف النون .
لم يأت بنون مع الياء , لأنه ضمير مخفوض , مثل : " داري "
وكُسرت النون لاتصالها بالياء .

قال الشاطبي :
( ونون لدني خف صاحبه إلى )
يعني أن مدلول " ص" و " أ " وهما شعبة ونافع خففا النون ,
ثم قال :
( وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا )
فلما قرأ شعبة بالإشمام في الدال , تفرد كل منهما بوجه .

قراءته برفع اللام في :
{ مثقال حبة }
في موضعين , في قوله تعالى :
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً
وَإِن كَانَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }الأنبياء/47
وفي قوله تعالى :
{يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ
أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }لقمان/16
أسند الفعل إلى المثقال .

قال الشاطبي :
( ومثقال مع لقمان بالرفع أكملا )
أي أن المشار إليه بالهمزة في ( أكملا )
قرأ برفع " مثقال " في الموضعين .


{ فتخطفه }
في قوله تعالى :
{حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء
فَتَخَطَّفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }الحج/31
بفتح الخاء وتشديد الطاء المفتوحة .
من الخطف , بناه على : تتفعل , تتخطف ,
حذفت إحدى التاءين للتخفيف , فصار : { فَتَخَطَّفُهُ }
قال الشاطبي :
( فتخطفه عن نافع مثله ... )
أي بالتثقيل مثل ما ذكر قبل ذلك من تثقيل .



و اختص بضم التاء وكسر الجيم في : { تهجرون }
في قوله تعالى :
{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تُهْجِـرُونَ }المؤمنون/67
بمعنى " الهُجْر " وهو الهذيان ومالا خير فيه من الكلام .
قال الشاطبي :
( وتهجرون بضم واكسر الضم أجملا )
وقوله : " واكسر الضم " أي ضم الجيم اكسره لنافع ,
وهو المرموز له بالهمزة من : (أجملا )
تابع القراءة Résumé abuiyad

الغسل


موجبات الغسل
خروج المني من الذكر أو الفرج بلذة معتادة إن كان ذلك في اليقظة، ومطلقا إن كان ذلك في حالة النوم، وإذا خرج في اليقظة بدون لذة معتادة، كأن خرج لمرض أو بلذة غير معتادة كمن حك لجرب، فإن الغسل غير واجب، بل يكفي الوضوء.
2- مغيب الكمرة في الفرج، لقول عائشة (ض): "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل"(1). ومن غيب رأس الذكر أو قدره من مقطوعه في فرج آدمي أو غيره، أنثى أو ذكر، حي أو ميت، بإنعاظ أولا، أنزل أم لا، في قبل أو دبر، وجب علبه الغسل.
3-  انقطاع دم الحيض، ولا يجب الغسل بخروج دم الاستحاضة، لكن يندب إذا انقطع لأجل النظافة.
4- انقطاع دم النفاس، والنفاس موجب للغسل، ولو خرج الولد بدون بع أصلا.
(1)- أخرجه مالك في الطهارة.


 فرائض الغسل
1- النية عند ابتداء الغسل، وينوي إن كان الغسل واجبا رفع الحدث الأكبر، أو استباحة الممنوع أو الفرض.
2- تعميم ظاهر الجسد بالماء والدلك، ويجزئ التعميم بأي صورة كان، كأن يصب الماء على جسده، أو ينغمس فيه أو يتعرض لماء المطر، ويتدلك بيده، فإن لم تصل يده لبعض جسده دلكه بخرقة أو حبل، أو استناب غيره على دلكه كزوجته أو أمته إن كان المعجوز عنه فيما بين السرة والركبة، أو أي كان فيما سوى ذلك، ويجب تخليل أصابع اليدين والرجلين، كما يجب تتبع المغابن والمواضع الخفية في الجسد، ليصل إليها الماء والدلك.
تخليل الشعر، سواء كان كثيفا أو خفيفا، وسواء كان شعر رأس أو لحية أو حاجب أو هدب أو شارب أو عانة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن تحت كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة"(1)، ولا يجب على الغاسل نقض شعره المضفور، إلا إذا كان ضفره شديدا بحيث لا يدخله الماء.
3- الفور (الموالاة) وهو تتابع أفعال الغسل عضوا بعد عضو، دون فصل طويل، والطول يعرف بجفاف الأعضاء المعتدلة في الزمان المعتدل- كما تقدم في الوضوء.

(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم 1002، وأبو داود في الطهارة، والترمذي في الطهارة.


سنن الغسل

1- غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء.
2- المضمضة مرة واحدة.
3- الاستنشاق والاستنثار مرة واحدة.
4- مسح الصماخ، وهو ثقب الأذنين –كما تقدم- وأما جلدة الأذنين فيجب غسلهما ظاهرا وباطنا.

مستحبات الغسل

1- قول: بسم الله في أوله.
2- البدء بغسل ما بفرجه أو جسده من الأذى، يعني بعد غسل يديه أولا على وجه السنية كما تقدم في السنن.
3- إفاضة الماء على الرأس ثلاث مرات، وذلك بعد أن يخلل شعر رأسه ببلل أصابعه.
4- تقديم أعضاء الوضوء لشرفها، ويغسلها مرة مرة، بنية الحدث الأكبر، وفي حديث ميمونة (ض) "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر غسل رجليه إلى آخر غسله فيغسلهما إذ ذاك"(1)، أما حديث عائشة (ض) ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا اغتسل من الجنابة توضأ وضوءه للصلاة، ثم اغتسل"(2)، وهو ظاهر في تقديم غسل الرجلين، ولذلك قال ابن أبي زيد القيرواني في الرسالة: "فإن شاء غسل رجليه، وإن شاء أخرهما إلى آخر غسله"..
5- تقليل الماء ولو كان على ضفة نهر، لحديث أنس (ص) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد"(4)..
6- البدء بأعلى البدن قبل أسفله.
7- البدء بالميامن قبل المياسر.


(1)- أخرجه الشيخان.
(2)- رواه مالك في الموطأ.
(3)- الرسالة بشرح الشرنوبي ص 39.
(4)- متفق عليه.
تابع القراءة Résumé abuiyad

كتاب الاعتصام

كتاب الاعتصام
     للعلامة المحقق الأصولي النّظار أبي إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي الغرناطي (ت790)
- قال عنه مؤلفه: وأنا أرجو أن يكون كَتْبُ هذا الكتاب الذي وضعت يدي فيه من هذا القبيل، لأني رأيت باب البدع في كلام العلماء مغفَلا جدّاً إلا من النقل الجملي، كما فعل ابن وضاح، أو يُؤتى فيه بأطراف من الكلام لا يشفي الغليل، بل التفقه فيه كما ينبغي ولم أجده – على شدة بحثي عنه – إلا ما وضع فيه أبو بكر الطرطوشي، وهو يسيرٌ في جنب ما يُحتاج إليه فيه. وإلا ما وضع الناس في الفرق الثنتين والسبعين وهو فصل من فصول الباب، وجزء من أجزائه. فأخذت نفسي بالعناء فيه، عسى أن ينفع به واضعه وقارئه وناشره وكاتبه والمنتفع به وجميع المسلمين إنه ولي ذلك ومسديه بسعة رحمته.
تحميل الكتاب
تابع القراءة Résumé abuiyad

روايات القرآن الكريم


نقلة القراءات من الصحابة


الصحابة الذين نقل القراء العشرة قراءتهم عنهم: عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وعبد الله بن مسعود وأُبَيّ بن كعب وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري. قال الذهبي في معرفة القراء الكبار : «فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأُخِذَ عنهم عرضاً، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة. وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر وعتبة بن عامر، ولكن لم تتصل بنا قراءتهم. فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة ».

قال الزركشي في "البرهان": «قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده. وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين. قال: والأول أصح وعليه الأئمة». ويقول السيوطي في "الإتقان" : «أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان بن عفان إلى الآفاق. والمشهور أنها خمسة. وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف. قال أبو داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً».

ولم يكتف عثمان بن عفان بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة أو التابعين يقرئ من أرسل إليهم المصحف. وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف. فقيل أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري. وهذا –لو صح– يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة.

هل يشترط التواتر لكل قراءة ؟
تواتر الأحرف التي تفردت بها بعض القراءات محل خلاف بين العلماء. وأما علماء السلف فلم يتعرضوا لقضية التواتر أصلاً. وهذا شيء مهم، فإذا لم ينص علماء السلف على تواتر بعض الأحرف التي شذ بها حفص، فلا يقبل من متأخر أن يدعي تواترها إلا بالدليل الصريح، وهو متعذر. وقد اختلف العلماء من بعدهم في مسألة التواتر إلى خمسة أقوال:

1. القراءات ليست متواترة بل هي آحاد. وهو قول المعتزلة.

2. القراءات العشر فيها المتواتر، وغيره. وهو رأي الشوكاني في "إرشاد الفحول". وهو الصواب إن شاء الله. وقد نقله ابن الجزري في "النشر" عن الأئمة.

3. أنها متواترة فيما ليس من قبيل الأداء. وهو قول ابن الحاجب وقد تبعه بعض الأصوليين، وهو ما صححه ابن خلدون في "المقدمة".

4. القراءات السبع متواترة عن القراء لا عن النبي (ص). وهو قول الزركشي في "البرهان"، وأبي شامة في "المرشد"، ونُقِلَ عن الطوفي.

5. الخامس : القراءات العشر متواترة إِلى رسول الله (ص). وهو قول أكثر المتأخرىن.

واشترط مكي بن أبي طالب في "الإبانة عن معاني القراءات" في وجه صحة القراءة: «أن ينقل عن الثقات إلى النبي (صلى 2.jpg)، ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن شائعاً، ويكون موافقاً لخط المصحف». وقال كذلك: «وإنما الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: أن ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق خط المصحف، فهو من السبعة المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفاً متفرقين أو مجتمعين. فهذا هو الأصل الذي بنى عليه في قبول القراءات».

وهكذا نرى أن الفكر الذي كان يشيع في القرون الأربعة الأولى لا يشترط التواتر في سند القراءة المقبولة، لكن يشترط صحة السند فقط. وبهذا استدل أبو القاسم النويري(شارح الطيبة)، وعلي النوري الصفاقسي (صاحب "غيث النفع في القراءات السبع") ومن تبعهما، على أن مكياً ممن يرون "صحة السند" لا "التواتر" شرطاً في قبول القراءة. لكنه يشترط موافقة الشائع من اللغة العربية، وهذا فيه نظر.

إذ نجد الداني يعتبر القراءة سنة لا تخضع لمقاييس لغوية، وإنما تعتمد الأثر والرواية فحسب. فلا يردها قياس، ولا يقرّبها استعمال. فيقول: «وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل. وإذا ثبتت الرواية لم يردّها قياس عربية، ولا فشو لغة. لأن القراءة سنة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها». وما أبداه الداني لا يخلو من نظر أصيل. إذ القراءة إذا كانت مشهورة صحيحة السند، فهي تفيد القطع، ولا معنى لتقييد القطع بقياس أو عربية. فالعربية إنما تصحح في ضوء القرآن، ولا يصحح القرآن في ضوء العربية. والنحويون يحتجون بأبيات شعر جاهلي يرويه أعراب مجاهيل. فما بالك بما ثبت أن الرسول (ص) قد قرأ به؟ أما موافقة رسم المصحف العثماني (ولو احتمالاً) فهذا محل إجماع تقريباً. لأن ما خالف رسم مصحف عثمان، ليس من العرضة الأخيرة.

قال أبو شامة في كتابه "المرشد الوجيز": «ما شاع على ألسنة جماعة من متأخرى المقرئين وغيرهم، من أن القراءات السبع متواترة. ونقول به فيما اتفقت الطرق على نقله عن القراء السبع، دون ما اختُلِفَ فيه. بمعنى أنه نفيت نسبته إليهم في بعض الطرق. وذلك موجود في كتب القراءات، لا سيما كتب المغاربة والمشارقة، فبينهما تباين في مواضع كثيرة. والحاصل أنّا لا نلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء. أي بل منها المتواتر، وهو ما اختلفت السابق على نقله عنهم. وغير المتواتر، وهو ما اختلف فيه بالمعنى السابق. وهذا بظاهره يتناول ما ليس من قبيل الأداء، وما هو بقبيله».

قال الزركشي في "البرهان" عن القراءات السبعة: «أما تواترها عن النبي (ص)، ففيه نظر. فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد، ولم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين والواسطة. وهذا شيء موجود في كتبهم. وقد أشار الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتابه "المرشد الوجيز" إلى شيء من ذلك».

قال الإِمام ابن الجزري في "النشر" : «كل قراءة وافقت العربية –ولو بوجه–، ووافقت أحد المصاحف العثمانية –ولو احتمالاً–، وصح سندها: فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها... هذا هو الصحيح عند الأئمة». ثم قال --: «وقولنا "صح سندها": إِنما نعني به أن يروي العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي. وتكون مع ذلك مشهورة –عند أئمة هذا الشأن الضابطين له– غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذ بها بعضهم. وقد شرط بعض المتأخرىن التواتر في هذا الركن، ولم يكتف فيه بصحة السند. وزعم أن القرآن لا يثبت إِلا بالتواتر، وأن مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن. وهذا لا يخفى ما فيه. وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف، انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم. ولقد كنت أجنح إلى هذا القول، ثم ظهر فساده». هذا ما ذكره الإِمام في نشره، وأجمله في نظمه الموسوم بـ"طيبة النشر في القراءات العشر" حيث قال:

فكل ما وافق وجه نحوى * وكان للرسم احتمالاً يحوى

وصح إسناداً هو القرآن * فهذه الثلاثة الأركان

وحيثما يختل ركن أثبت * شذوذه لو أنه في السبعة

وقد تحرر لجلال الدين السيوطي مع المقارنة فيما كتبه ابن الجزري في "النشر"، أن القراءات أنواع:

    الأول: المتواتر، وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، عن مثلهم إلى منتهاه، وغالب القراءات كذلك.

    الثاني: المشهور، وهو ما صح سنده، ولم يبلغ درجة التواتر، ووافق العربية والرسم واشتهر عند القراء.

    الثالث: الآحاد، وهو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر بالاشتهار المذكور، ولا يقرأ به.

    الرابع: الشاذ، وهو ما لم يصح سنده.

    الخامس: الموضوع.

    السادس: ما زيد في القراءات على وجه التفسير.

قال ابن الجزري : «ونحن ما ندعي التواتر في كل فرْدٍ مما انفرد به بعض الرواة أو اختص ببعض الطرق. لا يدّعي ذلك إلا جاهل لا يعرف ما التواتر؟ وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وصحيح مستفاض متلقى بالقبول، والقطع حاصل بهما».

وقال الشوكاني في "إرشاد الفحول" : «وقد ادُّعِيَ تواتر كل واحدة من القراءات السبع، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر. وادعي أيضا تواتر القراءات العشر، وهي هذه مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف. وليس على ذلك أثارة من علم! فإن هذه القراءات كل واحدة منها منقولة نقلا آحادياً، كما يعرف ذلك من يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم. وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراءات ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد، ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر، وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول. وأهل الفن أخبر بفنهم».

فالذي عليه المحققون أنه لا يشترط التواتر لأنه لا دليل على اشتراطه، ولأن النبي (ص) كان يبعث آحاد الصحابة لتعليم القرآن، وكانوا يسمعون الآية من الصحابي فيعملون بها ويقرؤون بها في صلواتهم. وكذلك لا تشترط موافقة القراءة الصحيحة الثابتة للمشهور في اللغة العربية. فقد نزل القرآن بسبعة ألسن. وليس بالضرورة أن تكون هذه الألسن السبعة كلها مشهورة عندنا. وما اشتهر عند قبيلة، قد لا يشتهر عند أخرى. والله أعلم.

إن أسانيد القراءات تنقسم حالياً إلى أربعة أجزاء

    الجزء الأول: من المعاصرين إلى ابن الجزري. وهذا متواتر بلا شك. فأسانيد العالم الإسلامي إلى ابن الجزري اليوم بالآلاف. ولكن يظل لدينا إشكال، وهو أن ابن الجزري شخص واحد، وجميع أسانيد القراءات العشرة المتصلة بالسماع والعرض اليوم تلتقي عند ابن الجزري ثم يبدأ تفرعها من عنده أيضاً، فكيف تكون متواترة في طبقة ابن الجزري؟ وحل هذا الإشكال من وجهين:

1) أن تلاميذ ابن الجزري وهم كثيرون قد قرؤوا بالقراءات العشر على غير ابن الجزري، كما هو مدون في تراجمهم. ولو أن ابن الجزري شذ بشيء غير معروف عن غيره، لما قبلوه منه. فالإسناد –وإن اكتفي فيه تخفيفاً بذكر ابن الجزري لشهرته وإمامته وعلو سنده– إلا أنه كان معه معاصرون له كثر قرؤوا على شيوخه بما قرأ هو به. وهؤلاء المعاصرون لهم تلاميذ كثيرون تتفرع عنهم أسانيد عديدة تبلغ حد التواتر.

2) أن كتب القراءات المسندة لها أسانيد عديدة مبثوثة في الأثبات الحديثية تبلغ حد التواتر من غير طريق ابن الجزري. وهذه الأسانيد –وإن كانت بالإجازة المجردة عن السماع– إلا أنها مع انضمامها إلى الإسناد المتصل بالسماع المار بابن الجزري، تزيده قوة إلى قوته.


    الجزء الثاني: من ابن الجزري إلى أصحاب الكتب المسندة في القراءات العشر كلها أو ست أو سبع أو ثماني قراءات منها أو أقل أو أكثر، مثل كتاب التيسير للداني وكتاب الكامل للهذلي وكتاب الكفاية لسبط الخياط وكتاب الروضة لابن المعدل وكتاب المصباح للشهرزوري وأمثالها. وهذا القسم متواتر أيضاً على أساس أن ابن الجزري له أكثر من ألف إسناد في القراءات. وهذه الأسانيد ترجع إلى أكثر من خمسين كتابا مسندا في القراءات العشر، كل كتاب منها قرأ ابن الجزري بما تضمنه من القراءات على العشرات من شيوخه بأسانيدهم إلى مؤلفي هذه الكتب. وتفصيل ذلك موجود في كتاب النشر في القراءات العشر.


    الجزء الثالث: من مؤلفي الكتب المسندة إلى الرواة العشرين عن القراء العشرة (كل قارئ من العشرة عنه راويان) وهذا متواتر أيضاً. لأن كتب القراءات المسندة –كما ذكرنا– أكثر من خمسين كتابا، ولكل كتاب منها عدة أسانيد إلى كل راو من الرواة العشرين، تصل هذه الأسانيد إلى حد التواتر كما يستفاد من الكتب نفسها. وقد حقق اليوم الكثير من هذه الكتب التي هي أصول النشر، ووجد لها العديد من النسخ المخطوطة النفيسة. وهذه الكتب هي الأصول التي استقى ابن الجزري منها مادته في النشر.


    الجزء الرابع: من الرواة العشرين إلى النبي (ص). وهذا الجزء: منه ما توافق فيه الرواة العشرون أو مجموعة منهم يبلغون حد التواتر، فهذا لا إشكال فيه. وأكثر القرآن –بحمد الله– لا ينفرد فيه راو، بل يوافقه غيره من الرواة العشرين عن القراء العشرة. ومنه ما انفرد فيه راو أو عدد من الرواة لا يبلغ حد التواتر، وهو محل الإشكال...


فأحياناً ينفرد راو من هؤلاء الرواة العشرين بحرف، كانفراد حفص عن عاصم بقراءة قول القرآن {سوف يؤتيهم أجورهم} (النساء: 152) بالياء، بينما الرواة التسعة عشر الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون {سوف نؤتيهم أجورهم}. أو ينفرد قارئ من العشرة بحرف، كانفراد يعقوب بضم هاء {نؤتيهم} في الآية المذكورة (النساء: 152). أو ينفرد راو أو قارئ بأصل من الأصول، كانفراد البزي عن ابن كثير بتشديد التاءات في الفعل المضارع المحذوف إحدى التاءين تخفيفاً، نحو {وقبائل لتَّعارفوا}، {فتَّفرق بكم عن سبيله}، {ولا تَّجسسوا...} وأمثال ذلك. (والكلام السابق مأخوذ من الشيخ وليد بن إدريس وفقه الله).


سبب الاقتصار على القراءات السبع
وقال مكي بن أبي طالب: كان الناس على رأس المئتين (200هـ) بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، بالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، بالشام على قراءة ابن عامر، بمكة على قراءة ابن كثير، بالمدينة على قراءة نافع. واستمروا على ذلك. فلما كان على رأس الثلاثمئة (300هـ)، أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. قال: والسبب في الاقتصار على السبعة –مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدراً، ومثلهم أكثر من عددهم– أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً. فلما تقاصرت الهمم، اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به. فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه، فأفردوا من كل مصر إماما واحداً. ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به، كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم... انظر فتح الباري (9|31).


== أي القراءات أصح وأصوب ؟ ==

وهنا قد يتساءل المرء، أي القراءات أصح وأصوب؟ وهذا السؤال خطأ. ولعل الأصح قولاً: أيهن الأقوى تواتراً؟ فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع، ثم تليها قراءة ابن عامر وقراءة ابن كثير. وهناك قراءات فيها خلاف، أعني أن بعض الناس ذمها وبخاصة قراءة حمزة وما تفرع عنها. وأما ما زعمه البعض من أن انتشار رواية حفص عن عاصم هذه الأيام دليل على أنها أصح، فليس في هذا القول إثارة من علم. ولو كان صادقاً، لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة. لكن الحقيقة معروفة.

فرواية حفص عن عاصم كانت رواية نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها رواية عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص هذا. ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال مدة من الزمن سادت قراءتي أبي عمرو ونافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لرواية حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الدولة العثمانية اعتُمِدت رواية حفص.

الرويات القرآن الكريم

 - رواية قالون عن نافع
- رواية ورش عن نافع
- رواية حفص عن عاصم
- رواية شعبة عن عاصم  
- رواية أبي الحارث عن الكسائي
- رواية الدوري عن الكسائي
- رواية إدريس عن خلف البزار
- رواية إسحاق الوراق عن خلف البزار
- رواية ابن جماز عن أبي جعفر
- رواية ابن وردان عن أبي جعفر
- رواية ابن ذكوان عن ابن عامر
- رواية هشام عن ابن عامر   
- رواية البزي عن ابن كثير
- رواية قنبل عن ابن كثير
- رواية الدوري عن أبي عمر
- رواية السوسي عن أبي عمر   
- رواية خلاد عن حمزة
- رواية خلف عن حمزة
- رواية روح عن يعقوب الحضرمي
- رواية رويس عن يعقوب الحضرمي




تابع القراءة Résumé abuiyad

كتاب الرحيق المختوم

كتاب الرحيق المختوم هو أحد الكتب المتخصصة في سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، حيث قدمه الشيخ في مسابقة رابطة العالم الإسلامي في السيرة النبوية الشريفة التي أعلن عنها في المؤتمر الذي عقد في باكستان عام 1396 هـ، وحاز البحث على المركز الأول في المسابقة التي قدم فيها أكثر من 170 بحثا.

و يقول فضيلة الشيخ المباركفوري عن كتابه:
«وقد قدر الله لهذا الكتاب من القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة، فقد نال المركز الأول في المسابقة، وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط عليه.»
تحميل الكتاب
تابع القراءة Résumé abuiyad

بناء الكعبة

 سبب بنيان قريش للكعبة
قال ابن إسحاق : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة ، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة ، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها " - ص 193 -" وإنما كانت رضما فوق القامة ، فأرادوا رفعها وتسقيفها ، وذلك أن نفرا سرقوا كنزا للكعبة ، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة ، وكان الذي وجد عنده الكنز دويكا مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة .
قال ابن هشام : فقطعت قريش يده . وتزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند دويك . وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم ، فتحطمت ، فأخذوا خشبها ، فأعدوه لتسقيفها ، وكان بمكة رجل قبطي نجار ، فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها . وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي كان يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم ، فتتشرق على جدار الكعبة ، وكانت مما يهابون ، وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها ، وكانوا يهابونها . فبينا هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة ، كما كانت تصنع ، بعث الله إليها طائرا فاختطفها ، فذهب بها ؛ فقالت قريش : إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا ، عندنا عامل رفيق ، وعندنا خشب ، وقد كفانا الله الحية .

 ما حدث لأبي وهب عند بناء قريش الكعبة
فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها ، قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم - قال ابن هشام : عائذ بن عمران بن مخزوم - فتناول من الكعبة حجرا ، فوثب من يده ، حتى رجع إلى موضعه ، فقال : يا معشر قريش ، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ، لا يدخل فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد من الناس .
والناس ينحلون هذا الكلام الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم .
قال ابن إسحاق : وقد حدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي أنه حدث عن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي : أنه رأى ابنا لجعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو يطوف بالبيت ، فسأل عنه ، فقيل : هذا ابن لجعدة بن هبيرة ، فقال عبد الله بن صفوان : عند ذلك جد هذا ، يعني أبا وهب ، الذي أخذ حجرا من الكعبة حين أجمعت قريش لهدمها فوثب من يده ، حتى رجع إلى موضعه ، فقال عند ذلك : يا معشر قريش ، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ، لا تدخلوا فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد من الناس .
تجزئة الكعبة بين قريش ، ونصيب كل فريق منها
 ثم إن قريشا جزأت الكعبة ، فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة ، وكان ما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم ، وكان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم ، ابني عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ، وكان شق الحجر لبني عبد الدار بن قصي ، ولبني أسد بن العزى بن قصي ، ولبني عدي بن كعب بن لؤي ، وهو الحطيم . 
  الوليد بن المغيرة وهدم الكعبة ، وما وجدوه تحت الهدم
 ثم إن الناس هابوا هدمها وفرقوا منه ، فقال الوليد بن المغيرة : أنا أبدؤكم في هدمها ، فأخذ المعول ، ثم قام عليها ، وهو يقول : اللهم لم ترع - قال ابن هشام : ويقال : لم نزغ - اللهم إنا لا نريد إلا الخير . ثم هدم من ناحية الركنين ، فتربص الناس تلك الليلة ، وقالوا : ننظر ، فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت ، وإن لم يصبه شيء ، فقد رضي الله صنعنا ، فهدمنا . فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله ، فهدم وهدم الناس معه ، حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس ، أساس إبراهيم عليه السلام ، أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنمة آخذ بعضها بعضا .
قال ابن إسحاق : فحدثني بعض من يروي الحديث : أن رجلا من قريش ، " - ص 196 -" ممن كان يهدمها ، أدخل عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما ، فلما تحرك الحجر تنقضت مكة بأسرها ، فانتهوا عن ذلك الأساس .

قال ابن إسحاق : وحدثت أن قريشا وجدوا في الركن كتابا بالسريانية ، فلم يدروا ما هو حتى قرأه لهم رجل من يهود ، فإذا هو : أنا الله ذو بكة ، خلقتها يوم خلقت السموات والأرض ، وصورت الشمس والقمر ، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء ، لا تزول حتى يزول أخشباها ، مبارك لأهلها في الماء واللبن .


قال ابن هشام : أخشباها : جبلاها .
قال ابن إسحاق : وحدثت أنهم وجدوا في المقام كتابا فيه : مكة بيت الله الحرام يأتيها رزقها من ثلاثة سبل ، لا يحلها أول من أهلها .
قال ابن إسحاق : وزعم ليث بن أبي سليم أنهم وجدوا حجرا في الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة ، إن كان ما ذكر حقا ، مكتوبا فيه : من يزرع خيرا يحصد غبطة ، ومن يزرع شرا يحصد ندامة . تعملون السيئات ، وتجزون الحسنات أجل ، كما لا يجتنى من الشوك العنب . 

  اختلاف قريش فيمن يضع الحجر ولعقة الدم
 قال ابن إسحاق : ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع على حدة ، ثم بنوها ، حتى بلغ البنيان موضع الركن ، فاختصموا فيه ، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى ، حتى تحاوزوا وتحالفوا ، وأعدوا للقتال ، فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي " - ص 197 -" بن كعب بن لؤي على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة ، فسموا لعقة الدم . فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا ، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد ، وتشاوروا وتناصفوا . 
 إشارة أبي أمية بتحكيم أول داخل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
 فزعم بعض أهل الرواية : أ ن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عائذ أسن قريش كلها ؛ قال : يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا . فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وسلم : هلم إلي ثوبا ، فأتي به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده . ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا : حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بنى عليه . 
 
تابع القراءة Résumé abuiyad

تفسير سورة الفرقان-الآية (3-15) - الشعراوي

وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14) قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)


تابع القراءة Résumé abuiyad

الإمام نافع المدني

اسمه ونسبه
 هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جَعْوَنة بن شَعُوب الشِجْعي، المقرئ المدني أحد القراء السبعة.
مولده

ولد في حدود سنة 70 من الهجرة، 690 م
البلد التي ولد فيها

قال الأصمعي، قال لي نافع: أصلي من أصبهان.

وقد أشار الإمام الشاطبي رحمه الله إلى أن الإمام نافع كان يسكن المدينة المنورة في قوله في مقدمة متن الشاطبية:

فَأَمّا الكَرِيمُ السِّرِّ فِي الطِّيبِ  نَافِعٌ فَذَاكَ الذّي اختَارَ المَدِينَةَ مَنْزِلًا
أهم ملامح شخصيته وأخلاقه

ذكر الإمام الجزري عن الشيباني قال: قال رجل ممن قرأ على نافع أن نافعاً كان إذا تكلم يشمّ من فِيهِ رائحة المسك فقلت له يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس قال ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشمّ من فيّ هذه الرائحة، وهذا ما أشار إليه الإمام الشاطبي في البيت المذكور آنفًا، وقال المسيبي قيل لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك قال فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن يعني في النوم، وقال قالون كان نافع من أطهر الناس خلقاً ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهداً جواداً صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة...
شيوخه

أخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح ويزيد بن رومان ومسلم بن جندب وصالح بن خوات والأصبغ بن عبد العزيز النحوي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والزهري، قال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين قلت - أي الإمام الجزري -: وقد تواتر عندنا عنه أنه قرأ على الخمسة الأول...
تلاميذه

ظل الإمام نافع - رحمه الله - إمامًا للقراءة مدة طويلة، فكان تلاميذه الذين تلقوا عنه القراءة من الكثرة بمكان، فممن روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً من أهل المدينة:

عيسى بن مينا قالون وهو الراوي المشهور صاحب الرواية المعروفة، وإسماعيل بن جعفر وعيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز ومالك بن أنس وهم من أقرانه، وإسحاق بن محمد وأبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس ويعقوب بن جعفر أخو إسماعيل وعبد الرحمن ابن أبي الزناد وغيرهم...
وممن روى عنه من أهل مصر

عثمان بن سعيد ورش وهو صاحب الرواية المشهورة - رواية ورش عن نافع - وموسى ابن طارق أبو قرة اليماني عبد الملك بن قريب الأصمعي وخالد بن مخلد القطواني وأبو عمرو بن العلاء وأبو الربيع الزهراني روى عنه حرفين وخارجة بن مصعب الخراساني وخلف بن نزار الأسلمي الليث بن سعد وأشهب بن عبد العزيز وحميد بن سلامة وغيرهم...
وممن روى عنه من أهل الشام

عتبة بن حماد الشامي وأبو مسهر الدمشقي والوليد بن مسلم روى عنه حرفاً واحداً وأرجلكم بالرفع وقيل جميع القرآن وعراك بن خالد وخويلد بن معدان...

كما روى عنه الكثير غير من ذُكر...

وقد أشار الإمام الشاطبي - رحمه الله - إلى قالون وورش اللذين رويا عن نافع في قوله بعد ان ذكر نافعًا:

وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمَانَ وَرْشُهُم بِصُحْبَتِهِ الْمَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثّلَا
منهجه في القراءة

يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي أحد أعلام علم القراءات المعاصرين:

قراءة نافع متواترة، وليس أدل على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين، وهي متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها أحادية بالنسبة للصحابة؛ لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين - أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة، ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره، بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها، وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنها رويت عن غيره.

- فقراءة نافع رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصحابة ـ وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم - ورواها عن الصحابة كثير من التابعين، ثم روتها أممٌ إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشرة..
ثناء العلماء عليه

قال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع.

وقال الأعشى: كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك.

وقال الأصمعي: قال لي نافع تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً.

وقال مالك لما سُئِل عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله ونافع إمام الناس في القراءة.

وقال يحيى بن معين: ثقة.

وقال النسائي: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال فيه ابن مجاهد: كان عالما بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده.

وقال أحمد: كانت تؤخذ عنه القراءة وليس بشئ في الحديث.

وقال الذهبي: وثقه غير واحد، وليس له رواية في الكتب الستة.

وقال عنه الإمام ابن كثير: انتهت إليه رئاسة القراءة في المدينة، أقرأ الناس دهرا طويلًا، وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه حسن الخلق.

وقال عنه ابن خلّكان: كان إمام أهل المدينة والذي صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، رضوان الله عليهم، وكان محتسباً فيه دعابة.
وفاته

عن محمد بن إسحاق قال: لما حضرت نافعاً الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا قال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين، وكانت وفاته سنة 169 هـ ، 785 م، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.

تابع القراءة Résumé abuiyad

أحكام النون الساكنة والتنوين


تمهيد:

النون  الساكنة: هو الحرف  الوحيد دون بقية الحروف الذي له أربعة أحكام باعتبار حالته بالنسبة لما يقع بعده من الحروف وذلك لاعتبارت:
-1:كثرة دورانه في القرآن.
-2:موقعه في جهاز النطق.
-3:اختصاصه بصفة الغنة.
تعريف النون الساكنة
النون الساكنة سكونا أصليا الثابتة خطا ولفظا. وصلا ووقفا .وتكون في الأسماء والأفعال والحروف

وخرج بقولنا نون ساكنة : النون المتحركة سواء كانت مخففة أو مشددة نحو:
- الجنّة –ءامنوا.
وخرج بقولنا ساكنة سكونا أصليا:
النون المتحركة المتطرفة التي سكنت بسب الوقف نحو: { يعلمون }
وتأتي في الأسماء والأفعال متوسطة ومتطرفة ولا تأتي في الحروف إلا متطرفة.
تعريف التنوين
نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء تثبت لفظا ووصلا وتفارقها خطا ووقفا.

التنوين ينطق على هيئة نون ساكنة لهذا ألحق بأحكامها

الفرق بين النون الساكنة والتنوين :

-1: النون الساكنة تقع في الكلمة متوسطة ومتطرفة. التنوين لا يقع إلا في آخر الأسماء.
-2: النون الساكنة تقع في الأسماء والأفعال والحروف والتنوين لايقع إلا في الأسماء .إلا : {لنسفعاَ –ليكونا}
-3: النون الساكنة ثابتة في الوصل والوقف التنوين لا يثبت إلافي الوصل.
-4: النون الساكنة ثابتة في الخط واللفظ. والتنوين لا يثبت إلا في اللفظ.
-5: النون الساكنة تأتي أصلية نحو: تنحتون وتأتي زائدة نحو : انفلق. أما التنوين هو نون زائدة على بنية الكلمة
كلمتا: ليكوناً – لنسفعاً : لحقهما التنوين على كونهما فعلين وأصله نون توكيد خفيفة رسمت في المصحف بالتنوين فيجري عليهما أحكام النون الساكنة والتنوين.

للنون الساكنة وللتنوين بالنسبة لما يأتي بعدها من الحروف الهجائية أربعة أحكام وهي:

-1: الإظهار -2: الإدغام -3:الإخفاء -4:القلب.
-1:الإظهارالحلقي.:
سمي إظهارا لأن النون تظهر عند حروفه .
وسمي حلقيا نسبة لخروج الحروف التي تظهر النون الساكنة عندها من الحلق.

تعريف:
لغة :هو البيان والإضاحة .أظهرت الشيء وضحته.
اصطلاحا : إظهار النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتها أحرف الحلق الستة.
وأحرف الحلق الستة هي :{ ء -ه -ع – ح- غ- خ }.
وهي مجموعة في أوائل الكلمات التالية:{ أخي هاك علما حازه غير خاسر.}

سبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف هوالتباعد.

لو نظرنا إلى مخرج النون : من طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الثنايا العليا مع إشراك الخيشوم.من جهة ومخرج كل حرف من الحروف الحلقية من جهة لوجدنا أن بعد المخرجين عن بعضهما البعض هو السبب في الإظهار.لأن البعد موجب للإظهار.

تنبيه:
-إذا جاورت النون الساكنة أو التنوين همزة قطع. فإن لورش فيها حكما خاصا وهو النقل.
-حكم الإظهار عام لكل القراء إلا أبو جعفر فإنه أخفى النون عند الغين والخاء لقربهما الشديد من القاف .

علامة الإظهار الحلقي في ضبط المصحف للون الساكنة :
هو اثبات السكون فوق النون الساكنة على شكل رأس حاء صغيرة وبعدها الحرف غير مشدد.

علامة الإظهار الحلقي في ضبط المصحف للتنوين:
في حالة تنوين النصب والكسر : علامتين متطابقتين .
وفي تنوين الضم: ضمتيت متعانقتين.

-2الإدغــــــــــــــــام

الإدغام لغة : الإدخال
اصطلاحا: إدخال حرف في حرف آخر بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني يرتفع معه اللسان ارتفاعة واحدة .
حروف الإدغام هي: {ي- ر- م- ل –و- ن} مجموعة في كلمة: يرملون.
فإذا وقع أحد هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة والتنوين من كلمتين وجب إدغام
النون.

سبب الإدغام :
التماثل في النون والتقارب مع بقية الحروف.

أقسام الإدغام باعتباركماله ونقصانه:

1- إدغام كامل:وهو أن تذهب ذات الحرف المدغم وصفته
حروفه : النون والميم والراء واللام ,فالغنة التي تكون في النون والميم هنا هي غنة الحرف المدغم فيه.لا المدغم.

-2:إدغام ناقص: هو أن تذهب ذات الحرف وتبقى صفته .
وحرفاه هما الواو والياء .
فالغنة التي تصاحب الواو والياء هي غنة الحرف المدغم : النون الساكنة والتنوين.

أقسام الإدغام باعتبارالغنة وعدمها:

1- الإدغام بغنة : وهو الإدغام الذي تظهر فيه الغنة بمقدار حركتين
حروفه هي:
{ي-ن-م-و} مجموعة في كلمة : يومن.

2- الإدغام بغير غنة : وهو الإدغام الذي لا تصاحبه الغنة حرفاه :ل-ر.

وباعتبار هذين التقسيمين سيكون عندنا ثلاثة أنواع لإدغام النون الساكنة والتنوين.

-1: إدغام بغنة كامل :ويكون في :{م- ن}

علامة ضبطه في المصحف تعرية النون من السكون وتشديد الحرف الذي يليها أما التنوين :فإنه يكون متتابعا وتشديد الحرف بعده.

-2 إدغام بغنة ناقص: ويكون في {و-ي}

وعلامة ضبطه في المصاحف إثبات السكون فوق الحرف مع تشديد الواو أو الياء أما التنوين يكتب متتابعا ولا توضع شدة على الحرف الذي يليه,

-3:إدغام بغير غنة كامل ويكون في{ ر- ل}

علامة ضبطه بالمصحف تعرية النون من السكون وتشديد الحرف الذي يليها أما التنوين يكون متتابعا مع تشديد الحرف الذي يليه.

شــروط الإدغام ::

شرط الإدغام أن يكون من كلمتين.إذا وقعت النون الساكنة وسط الكلمة وبعدها أحد حروف الإدغام وجب إظهار النون الساكنة وهذا وقع في أربع كلمات:الدنيا – بنيان – صنوان – قنوان.
الحكم فيها : الإظهار ويسمى إظهار مطلق.

,,,, تنبيه ,,,,
في النون الساكنة من سورة : يس وسورة القلم :
لحفص يتعين الإظهار ويمتنع الإدغام .مع وجود سبب الإدغام فيظهرها حفص ويسمى إظهار رواية.

ولورش في سورة القلم الوجهان : الإظهار والإدغام. وفي سورة : يس له وجه الإدغام فقط.

-3 الإقلاب
لغة: التحويل تغيير الشيء عن وجهه.
اصطلاحا : قلب النون الساكنة ميما مع الغنة إذا أتى بعدها حرف الباء.

سبب الإقلاب : هو صعوبة النطق بالنون الساكنة مظهرة عند الباء.وتعين إقلابه ميما مخفاة دون غيرها من الحروف لمجانستها لحرف الباء من جهة ومن جهة فهي تشارك النون في جميع صفاتها.

كيف يتم الإقلاب؟
الإقلاب هو النطق بالحرف على صفة بين الإدغام والإظهار بتقليل الاعتماد على المخرج فيكون على شكل تلامس خفيف بين الشفتين .

علامة الإقلاب في ضبط المصحف للنون الساكنة :
الميم القائمة على النون الساكنة ونميزها عن الميم المستعرضة لأن هذه الأخيرة هي علامة وقف.
وفي التنوين نجد حركة التنوين الأولى فقط والثانية بدلها الميم القائمة.
-4الإخفاء الحقيقي
الإخفاء لغة : الستر
اصطلاحا: النطق بالنون الساكنة أو التنوين بحالة بين الإظهار والإدغام بدون تشديد مع بقاء الغنة بمقدار حركتين.
سمي إخفاءا حقيقيا لتمييزه عن الإخفاء الشفوي الخاص بالميم الساكنة.

عدد حروفه: باقي الحروف بعد استثناء حروف الإظهار : {ء- ه –ع – ح – غ – خ}وعددها ستة. وحروف الإدغام:{ي- ر- م – ل – و – ن}. وحرف الإقلاب: ب.
وهي مجموعة في أوائل كلم هذا البيت:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما.

ما سبب الإخفاء الحقيقي؟
تعسر إظهار النون الساكنة أو التنوين عند حروف الإخفاء بسبب عدم وجود بعد كافي بين المخرجين وتعسر الإدغام بسبب بعد المخرجين .
فحسن الإخفاء لأنه حالة وسط بين الإظهار والإدغام .

كيفية النطق بالإخفاء:
1- إذهاب ذات النون والتنوين وذلك عن طريق المجافاة بين طرف اللسان وما يحاذيه من لثة الثنايا العليا.
2-إبقاء صفة الغنة تحل محل الحرف وتقوم مقامه.
3- نقل النون الساكنة المخفاة عند الحرف الذي يتحقق فيه الخفاء.
مع مراعاة التفخيم والترقيق في الغنة ومراعاة مراتب التفخيم أيضا فغنة الإخفاء تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا وهذه تكون نتيجة تلقائية بسبب إخفاء النون عند مخرج الحرف الذي بعدها.

مراتب الإخفاء:
للإخفاء ثلاث مراتب وهي متفاوتة من حيث القوة بحسب بعد أو قرب مخارج حروف الإخفاء عن مخرج النون الساكنة .

-1:حروف قريبة جدا من مخرج النون وهي الحروف النطعية : د- ت- ط.
وهي أعلى مراتب الإخفاء .أقرب إلى الإدغام.

-2:أبعد الحروف عن النون وهي: ق – ك الإخفاء في أضعف مراتبه أقرب إلى الإظهار .

-3:باقي الأحرف كلها في مرتبة الوسط بين المرتبة الأولى والمرتبة الثانية.

علامة الإخفاء في ضبط المصحف للنون الساكنة:
تعرية النون الساكنة من الحركة وعدم تشديد ما بعدها.

علامة الإخفاء في ضبط المصحف للتنوين:
علامتا التنوين متتابعتان وعدم تشديد الحرف الذي يأتي بعده.

تنبيهات:
أ:نتحرز من الوقوع في بعض الأخطاء الشائعة في الإخفاء:
-1:إظهار النون مع غنة أكمل ما تكون والسبب هو عدم المجافاة بين طرف اللسان ولثة الثنايا العليا

-2:مط حركة الحرف الذي يأتي قبل النون المخفاة حتى يتولد منه ألف إن كان مفتوحا وواو إن كان مضموما وياء إن كان مكسورا.

-3:يجب أن يكون الإخفاء عند مخرج الحرف الذي يأتي بعد النون المخفاة بحيث يصير للنون المخفاة خمسة عشر صوتا بعدد الحروف التي تخفى عندها النون..مع مراعاة الترقيق والتفخيم.

-ب: يشترك الإخفاء مع الإدغام الناقص في ذهاب ذات الحرف وبقاء صفته وما يميزكل واحد منهما عن الآخر أن : الإخفاء يكون عند الحرف الذي يأتي بعد بعد النون .
والإدغام يكون في الحرف الذي يأتي بعدها.أي إدخال النون الساكنة فيه بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا. أما في الإخفاء فلا تشديد على الحرف المخفاة عنده النون.

تابع القراءة Résumé abuiyad
المرجوا إحترام حقوق صاحب المدونة © 2013 مدونة الجامع |