أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..................هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)
أروع تلاوة للشيخ محمد صديق المنشاوي سورة الحشر
نشر في:
قرآء كبار
بسم الله الرحمان الرحيم
......لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
......لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
كتاب الفتح المبين في شرح الاربعين
نشر في:
تحميل كتب دينية

كتاب الفتح المبين في شرح الاربعين
فهو لشيخ الإسلام العلاَّمة ابن حجر الهيتمي رحمه الله ، وهو أيضاً عمدة المحقِّقين والمفتين من العلماء المتأخِّرين
وشروح الأربعين كثيرة جدَّاً ، ولكنَّ هذا الشَّرح يمتاز عن غيره بمزايا مهمَّةٍ ، جعلت أهل العلم يتلقَّون هذا الشَّرحَ بالقَبول ، ويهتمُّون به أبلغ الاهتمام ، حتى ذاع صيته ، وقُدِّم على غيره ، وأطبق أهل العلم على امتداحه . وقد وضعَ هذا الشَّرح اللطيف المبنى ، الغزير المعنى في إيجازٍ مناسبٍ ، وذكر فيه من غرر فوائدها وأسرارها ؛ لأنَّ التَّطويل يملُّ ، والاختصار المجحف يخِلُّ ، فكان « الفتح » واسطة عقد الشُّروح ، وقد تضمَّن هذا الشَّرح المبارك : تعريف الرواة ، وتبيين الأحكام وفقهها ، وإيضاح غريب المفردات والتَّراكيب ، وإعراب المُشكِل ، إضافةً إلى كثيرٍ من الأصول والفروع والآداب المستنبطة منها.
تحميل الكتاب
تلاوة إعجازية - الشيخ مصطفى إسماعيل
نشر في:
قرآء كبار
سورة الفجر.........يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
وصف الكعبة المشرفة من الداخل والخارج
نشر في:
السيرة النبوية
وصف الكعبة من الخارج
الكعبة: هي مبنى ذو شكل جميل مكعب تقريبا بارتفاع 15 متر واضلاعها 12 متر و10 متر. للكعبة منفذ واحد وهو باب يفتح ثلاث مرات سنويا لغسل داخلها بماء زمزم.
في الداخل، الغرفة فارغة . السقف مدعم من ثلاثة أعمدة خشبيه من أفضل الأنواع محلاه بالذهب في زاوية نجد ادراجا ضيقة تسمح بالصعود للأعلى حيث يصعد فيه مرة في السنة لتبديل كسوة الكعبة. في القرن التاسع عشر كانت الكعبة محاطة بعدة مبان صغيرة. /
1- الحجر الأسود ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية.
2-باب الكعبة ويقع الحائط الشرقي ويرتفع 2.13 متر عن الأرض.
3-مزراب ويقع في الحائط الشمالي لإخراج مياه الأمطار.
4-الشاذروان وهو جزء من حجر أساس الكعبة.
5-الحطيم
6-ملتزم
7-مقام إبراهيم
8-زاوية الحجر الاسود.
9-الركن اليماني
10-الركن الشامي
11-الركن العراقي
12-كسوة الكعبة
13-شريط من الرخام وقد تمت إزالته الآن منعا لتدافع الناس والازدحام
موقع الكعبة
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً مكعبة الشكل ويقال أيضا أنها مركز الكرة الأرضيه أي تقع في منتصف الكرة الأرضيه ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا تقريبا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين.أركان الكعبة الأربعة هي الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل. كما يعتقد المسلمون أن أول من بناها هم الملائكة وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وفيما يلي أسماء البناة: الملائكة وآدم وشيث بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هـ، والحجاج بن يوسف عام 74 هـ، والسلطان مراد الرابع عام 1040 هـ.
بناء قريش للكعبة قبيل الإسلام
قامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا أن لايدخلوا في بنائها إلا طيباً فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر ثلاثة أمتار ومن مميزات بنائهم أنهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من أرادوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد أن كان 4.32 متر وأكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي محمد في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود بعد ما اختلفت القبائل حول من سيكون له شرف إعادة الحجر الأسود لمكانه فاتفقوا على أن من سيدخل عليهم يحكّمونه فيما بينهم فكان أول من دخل هو النبي محمد الذي حل المشكلة بطريقة ذكية، وهي أن يمسك شيخ كل قبيلة طرفاً من قطعة قماش يضعوا في وسطها الحجر الأسود ثم قاموا برفعها إلى موضع الحجر الأسود وتقدم النبي محمد، ووضع الحجر الأسود بيديه في مكانه فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروباً بين قبائل العرب.
بناء عبد الله بن الزبير في العهد الأموي
في عهد عبد الله بن الزبير تعرضت الكعبة للتصدّع عندما رماها الأمويين بالمنجنيق، فقرر عبد الله إعادة بنائها ولما كان قد سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثا يقول فيه النبي محمد أن قريش نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بنائها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما وبخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض.
بناء الحجاج بن يوسففي العهد الأموي
في 73 هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عدوه ومنافسه عبد الله بن الزبير إلى الأبد، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان ونواحي مكة كلها، ودامت الحرب أشهراً وتأثرت جدران الكعبة حين سقطت عليها الحجارة المقذوفة من المنجنيق، وتزعزع البناء، وبعد مقتل عبد الله بن الزبير واستيلاء الأمويين على مكة، أمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يعيد بناء الكعبة إلى ما كانت عليه في عهد قريش وذلك لعدم علمه بحديث عائشة رضى الله عنها، وقد أورد الخبر مسلم في صحيحه.
بناء السلطان مراد الرابع في العهد العثماني
وهو البناء الأخير والحالي للكعبة، وقد تم في عهد السلطان العثماني مراد الرابع في سنة 1040 هـ/1630م، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة يوم الأربعاء 19 شعبان 1039 هـ الموافق أبريل 1630م، وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، دخل المسجد الحرام والكعبة، وبلغ منتصفها من الداخل وحمل جميع ما في المسجد من خزائن الكتب والقناديل والبسط وغيرها، وخرب الدور واستخرج الأثاث منها، ومات بسببه خلق كثير.
وسقط جدارها الشامي وجزء من الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، لذلك أمر السلطان مراد بسرعة عمارتها.
بدأ العمل في عمارتها يوم الأحد 23 جمادى الآخرة سنة 1040 هـ/1630م، وتم الانتهاء من البناء في غرة شهر رمضان من السنة نفسها. وهو البناء الحالي الماثل أمامنا وكل ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن ترميمات وإصلاح فقط.
الحجر الأسود
يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة ويسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده وسمى وكبّر (بسم الله والله أكبر) ولا يقبل يده. وقد ورد في الحديث أن محمد عليه الصلاة والسلام قال: إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهم لأضاء ما بين المشرق والمغرب " وقد ورد في الحديث أيضاً أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم.
الإطار الفضي
كان عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من الفضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في 1422 هـ.
الملتزم
وهو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين كما ورد أن عبد الله بن عمرو بن العاص طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فالصق صدره ويديه وخده اليه ثم قال : (هكذا رأيت رسول الله يفعل)، (سنن ابن ماجة). وقال أبو الزبير : رأيت عبد الله بن عمر وابن عباس وعبد الله بن الزبير ما يلتزمونه وقال ابن عباس ما : أن ما بين الحجر والباب لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله بشئ إلا رأى في حاجته بعض الذي يحب.(أخبار مكة) للفاكهي 230 باسناد حسن. .
باب الكعبة
مصنوع من الفضة يعود إلى الفترة العثمانية، تم استبداله بعد عمليات الترميم. يزين الباب زهور وكتابات عربية قرآنية. بجانب الباب تم تعليق جزءا من الكسوة التي تحيط بالكعبة، والتي يتم تجديدها سنوياً. يرتفع عن أرض المطاف بحوالي 2.5 وارتفاع الباب 3.06 متر وعرضه 1.68 متر، الباب الموجود اليوم هدية الملك خالد بن عبد العزيز وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب. أما مفتاح الكعبة فيودع عند بني شيبة الذين لهم سدانة الكعبة كما هي وصية النبي.
أركان الكعبة
جاءتا تسمية الأركان باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً، وجاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى.
الرُكن الشرقي : وهو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً، يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
الرُكن العراقي : وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً، وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل، ويُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.
الرُكن الغربي : وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام، وهو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل.
الرُكن اليماني : وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً، ويُسمَّى أيضا الركن اليماني لكونه باتجاه اليمن.
وهذا فيديو يصف لنا الكعبة المشرفة من الخارج
وصف الكعبة من الداخل
أولا: يوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.
ثانيا: تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي. أما المسافة المتبقية - من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة
الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة. كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول محمد. بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول محمد بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)
ثالثا: ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بارتفاع حوالي 9 أمتار محلاة بزخارف ذهبية.
رابعا: عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية تعود للعهد العثماني.
خامسا: درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.
سادسا: مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم المكي الشريف.
يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط عالي تعبأ بالماء ومواد التنظيف. تغسل الكعبة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور.
وهذا فيديو يصف لنا الكعبة المشرفة من الداخل
مقام إبراهيم
وهو الحجر الذي قام عليه النبي إبراهيم عند بناء الكعبة وكان إبنه إسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كملت جهة أنتقل إلى الجهة الأخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت ولقد كانت هذه من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميهِ رطباً فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميهِ ظاهراً فيه.
سدانة الكعبة
كان عثمان بن طلحة سادن الكعبة، فلما دخل النبيُّ مكة يوم الفتح، فطلب رسول الله المفتاح، فجيئ بالمفتاح فتنحى ناحية المسجد فجلس رسول الله وقد قبض السقاية وسدانة الكعبة من العباس وأخذ المفتاح من عثمان، فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية وسدانة الكعبة، فأنـزل الله هذه الآية (من القران الكريم) : ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾«4:58» فلما جلس رسول الله قال ادعوا إلي عثمان فدعي له عثمان بن طلحة ،و قيل أن رسول الله قال لعثمان وهو يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان المفتاح فقال لعلك سترى هذا المفتاح بيدي أضعه حيث شئت فقال عثمان لقد هلكت إذا قريش وذلت. فقال رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) بل عمرت وعزت يومئذ. فلما دعاني بعد أخذه المفتاح ذكرت قولة ما كان قال. فأقبلت فاستقبلته ببشر واستقبلني ببشر. ثم قال خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته. فكلوا بالمعروف. قال عثمان فلما وليت ناداني فرجعت إليه. فقال ألم يكن الذي قلت لك ؟ قال فذكرت قوله لي بمكة فقلت : بلى، أشهد أنك رسول الله فأعطاه المفتاح.
ثوب الكعبة
يتكون الكساء من خمس قطع تغطى أربع منها أوجه الكعبة، أما القطعة الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة. تبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة 20 مليون ريال (أي ما يزيد عن 5 ملايين دولار)، وتصنع من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا ويوجد في الثلث الأعلى منه حزام يبلغ عرضه 95 سنتمترًا وطوله 47 مترًا ويتألف من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية كتبت كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه "يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين"، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة بكاملها. وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل ثم مرحلة النسج ويتم فيها تحويل الشلل المصبوغة إلى قماش حرير يطرز عليه الحزام أو الستارة، أو إلى قماش حرير جاكارد المكون للكسوة. بعد ذلك تأتي مرحلة طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة "سلك سكرين" تمهيدًا لتطريزها، ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة.
منظر للكعبة ولباحة المسجد الحرام
وتتم هذه المراحل في مصنع الكسوة المشرفة الذي يتوزع على عدة أقسام هي قسم الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة، ويعمل فيه أكثر من 200 موظف من الكوادر السعودية.
وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة بالإضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الحكومة السعودية بإهدائها لكبار الشخصيات.

في الداخل، الغرفة فارغة . السقف مدعم من ثلاثة أعمدة خشبيه من أفضل الأنواع محلاه بالذهب في زاوية نجد ادراجا ضيقة تسمح بالصعود للأعلى حيث يصعد فيه مرة في السنة لتبديل كسوة الكعبة. في القرن التاسع عشر كانت الكعبة محاطة بعدة مبان صغيرة. /
1- الحجر الأسود ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية.
2-باب الكعبة ويقع الحائط الشرقي ويرتفع 2.13 متر عن الأرض.
3-مزراب ويقع في الحائط الشمالي لإخراج مياه الأمطار.
4-الشاذروان وهو جزء من حجر أساس الكعبة.
5-الحطيم
6-ملتزم
7-مقام إبراهيم
8-زاوية الحجر الاسود.
9-الركن اليماني
10-الركن الشامي
11-الركن العراقي
12-كسوة الكعبة
13-شريط من الرخام وقد تمت إزالته الآن منعا لتدافع الناس والازدحام
موقع الكعبة
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً مكعبة الشكل ويقال أيضا أنها مركز الكرة الأرضيه أي تقع في منتصف الكرة الأرضيه ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا تقريبا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين.أركان الكعبة الأربعة هي الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل. كما يعتقد المسلمون أن أول من بناها هم الملائكة وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وفيما يلي أسماء البناة: الملائكة وآدم وشيث بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هـ، والحجاج بن يوسف عام 74 هـ، والسلطان مراد الرابع عام 1040 هـ.
بناء قريش للكعبة قبيل الإسلام
قامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا أن لايدخلوا في بنائها إلا طيباً فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر ثلاثة أمتار ومن مميزات بنائهم أنهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من أرادوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد أن كان 4.32 متر وأكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي محمد في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود بعد ما اختلفت القبائل حول من سيكون له شرف إعادة الحجر الأسود لمكانه فاتفقوا على أن من سيدخل عليهم يحكّمونه فيما بينهم فكان أول من دخل هو النبي محمد الذي حل المشكلة بطريقة ذكية، وهي أن يمسك شيخ كل قبيلة طرفاً من قطعة قماش يضعوا في وسطها الحجر الأسود ثم قاموا برفعها إلى موضع الحجر الأسود وتقدم النبي محمد، ووضع الحجر الأسود بيديه في مكانه فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروباً بين قبائل العرب.
بناء عبد الله بن الزبير في العهد الأموي
في عهد عبد الله بن الزبير تعرضت الكعبة للتصدّع عندما رماها الأمويين بالمنجنيق، فقرر عبد الله إعادة بنائها ولما كان قد سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثا يقول فيه النبي محمد أن قريش نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بنائها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما وبخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض.
بناء الحجاج بن يوسففي العهد الأموي
في 73 هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عدوه ومنافسه عبد الله بن الزبير إلى الأبد، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان ونواحي مكة كلها، ودامت الحرب أشهراً وتأثرت جدران الكعبة حين سقطت عليها الحجارة المقذوفة من المنجنيق، وتزعزع البناء، وبعد مقتل عبد الله بن الزبير واستيلاء الأمويين على مكة، أمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يعيد بناء الكعبة إلى ما كانت عليه في عهد قريش وذلك لعدم علمه بحديث عائشة رضى الله عنها، وقد أورد الخبر مسلم في صحيحه.
بناء السلطان مراد الرابع في العهد العثماني
وهو البناء الأخير والحالي للكعبة، وقد تم في عهد السلطان العثماني مراد الرابع في سنة 1040 هـ/1630م، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة يوم الأربعاء 19 شعبان 1039 هـ الموافق أبريل 1630م، وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، دخل المسجد الحرام والكعبة، وبلغ منتصفها من الداخل وحمل جميع ما في المسجد من خزائن الكتب والقناديل والبسط وغيرها، وخرب الدور واستخرج الأثاث منها، ومات بسببه خلق كثير.
وسقط جدارها الشامي وجزء من الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، لذلك أمر السلطان مراد بسرعة عمارتها.
بدأ العمل في عمارتها يوم الأحد 23 جمادى الآخرة سنة 1040 هـ/1630م، وتم الانتهاء من البناء في غرة شهر رمضان من السنة نفسها. وهو البناء الحالي الماثل أمامنا وكل ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن ترميمات وإصلاح فقط.
الحجر الأسود
يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة ويسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده وسمى وكبّر (بسم الله والله أكبر) ولا يقبل يده. وقد ورد في الحديث أن محمد عليه الصلاة والسلام قال: إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهم لأضاء ما بين المشرق والمغرب " وقد ورد في الحديث أيضاً أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم.
الإطار الفضي
كان عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من الفضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في 1422 هـ.
الملتزم
وهو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين كما ورد أن عبد الله بن عمرو بن العاص طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فالصق صدره ويديه وخده اليه ثم قال : (هكذا رأيت رسول الله يفعل)، (سنن ابن ماجة). وقال أبو الزبير : رأيت عبد الله بن عمر وابن عباس وعبد الله بن الزبير ما يلتزمونه وقال ابن عباس ما : أن ما بين الحجر والباب لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله بشئ إلا رأى في حاجته بعض الذي يحب.(أخبار مكة) للفاكهي 230 باسناد حسن. .
باب الكعبة
مصنوع من الفضة يعود إلى الفترة العثمانية، تم استبداله بعد عمليات الترميم. يزين الباب زهور وكتابات عربية قرآنية. بجانب الباب تم تعليق جزءا من الكسوة التي تحيط بالكعبة، والتي يتم تجديدها سنوياً. يرتفع عن أرض المطاف بحوالي 2.5 وارتفاع الباب 3.06 متر وعرضه 1.68 متر، الباب الموجود اليوم هدية الملك خالد بن عبد العزيز وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب. أما مفتاح الكعبة فيودع عند بني شيبة الذين لهم سدانة الكعبة كما هي وصية النبي.
أركان الكعبة
جاءتا تسمية الأركان باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً، وجاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى.
الرُكن الشرقي : وهو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً، يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
الرُكن العراقي : وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً، وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل، ويُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.
الرُكن الغربي : وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام، وهو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل.
الرُكن اليماني : وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً، ويُسمَّى أيضا الركن اليماني لكونه باتجاه اليمن.
وهذا فيديو يصف لنا الكعبة المشرفة من الخارج
وصف الكعبة من الداخل
أولا: يوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.
ثانيا: تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي. أما المسافة المتبقية - من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة
الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة. كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول محمد. بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول محمد بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)
ثالثا: ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بارتفاع حوالي 9 أمتار محلاة بزخارف ذهبية.
رابعا: عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية تعود للعهد العثماني.
خامسا: درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.
سادسا: مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم المكي الشريف.
يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط عالي تعبأ بالماء ومواد التنظيف. تغسل الكعبة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور.
وهذا فيديو يصف لنا الكعبة المشرفة من الداخل
مقام إبراهيم
وهو الحجر الذي قام عليه النبي إبراهيم عند بناء الكعبة وكان إبنه إسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كملت جهة أنتقل إلى الجهة الأخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت ولقد كانت هذه من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميهِ رطباً فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميهِ ظاهراً فيه.
سدانة الكعبة
كان عثمان بن طلحة سادن الكعبة، فلما دخل النبيُّ مكة يوم الفتح، فطلب رسول الله المفتاح، فجيئ بالمفتاح فتنحى ناحية المسجد فجلس رسول الله وقد قبض السقاية وسدانة الكعبة من العباس وأخذ المفتاح من عثمان، فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية وسدانة الكعبة، فأنـزل الله هذه الآية (من القران الكريم) : ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾«4:58» فلما جلس رسول الله قال ادعوا إلي عثمان فدعي له عثمان بن طلحة ،و قيل أن رسول الله قال لعثمان وهو يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان المفتاح فقال لعلك سترى هذا المفتاح بيدي أضعه حيث شئت فقال عثمان لقد هلكت إذا قريش وذلت. فقال رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) بل عمرت وعزت يومئذ. فلما دعاني بعد أخذه المفتاح ذكرت قولة ما كان قال. فأقبلت فاستقبلته ببشر واستقبلني ببشر. ثم قال خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته. فكلوا بالمعروف. قال عثمان فلما وليت ناداني فرجعت إليه. فقال ألم يكن الذي قلت لك ؟ قال فذكرت قوله لي بمكة فقلت : بلى، أشهد أنك رسول الله فأعطاه المفتاح.
ثوب الكعبة
يتكون الكساء من خمس قطع تغطى أربع منها أوجه الكعبة، أما القطعة الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة. تبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة 20 مليون ريال (أي ما يزيد عن 5 ملايين دولار)، وتصنع من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا ويوجد في الثلث الأعلى منه حزام يبلغ عرضه 95 سنتمترًا وطوله 47 مترًا ويتألف من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية كتبت كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه "يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين"، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة بكاملها. وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل ثم مرحلة النسج ويتم فيها تحويل الشلل المصبوغة إلى قماش حرير يطرز عليه الحزام أو الستارة، أو إلى قماش حرير جاكارد المكون للكسوة. بعد ذلك تأتي مرحلة طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة "سلك سكرين" تمهيدًا لتطريزها، ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة.
منظر للكعبة ولباحة المسجد الحرام
وتتم هذه المراحل في مصنع الكسوة المشرفة الذي يتوزع على عدة أقسام هي قسم الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة، ويعمل فيه أكثر من 200 موظف من الكوادر السعودية.
وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة بالإضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الحكومة السعودية بإهدائها لكبار الشخصيات.
خصائص قراءة الإمام نافع المدني
نشر في:
القراءات العشر
الإمام نافع بن أبي نعيم المدني إمام المدينة وأحد القراء السبعة المشهورين
له عدة رواة أشهرهم :
قالون : عيسى بن مينا المدني
وروايته يقرأ بها أهل ليبيا ولهم مصحف متداول بروايته من طريق أبي نشيط
كما يُقرأ بها في المناطق المجاورة مثل شمال التشاد وشرق تونس
ورش : أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري
وروايته من طريق يوسف الأزرق يقرأ بها أهل المغرب قاطبة يحافظون عليها ويتقنونها
كما يقرأ بها القطر الجزائري والموريطاني والسنغالي وبعض بلدان افريقيا السوداء المجاورة
قال الإمام الشاطبي رحمه الله معرفا بالبدر نافع وراوييه :
فَأمَّا الكَرِيمُ السِّرِّ فِي الطِّيبِ نَافِعٌ ***** فَذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدِينَةَ مَنْزِلاَ
وَقَالُونُ عِيسَى ثُمَّ عُثْمَانُ وَرْشُهُمْ ***** بِصُحْبَتِهِ الْمَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّـلاَ
قرأ نافع على سبعين من التابعين منهم يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح وعبد الرحمن بن هرمز
وقرأ هؤلاء على عبد الله بن عباس وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب
وقرأ ابي بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان نافع رحمه الله إماما عارفا بوجوه القراءات
انتهت إليه رياسة الإقراء في المدينة المنورة وأجمع الناس عليه بعد التابعين
وكان يقرئ الناس بالقراءات كلها حتى إذا جاء من يطلب حرفه أقرأه به
اختص الإمام نافع في قراءته ببعض الأصول والفروع لم يشاركه فيها أحد من القراء السبعة
وهذه أبرز إن لم تكن كل الخصائص التي انفردت بها قراءته مع شواهدها من الشاطبية
ولمحة مختصرة لتوجيهها أسأل الله تعالى أن يجعله عملا متقبلا خالصا ، وأن ينفع به .
اختص الإمام نافع بقراءة :
{ يُغفَـر لكم } في قوله تعالى :
{ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ يُـغْفَرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة/58
ا ختص الإمام نافع بالقراءة بالياء المضمومة وفتح الفاء على التذكيرفي:
{ يُـغْـفَرْ } لأنه لما فرق بين المؤنث وفعله قام التفريق مقام التأنيث وحسُن التذكير
وإن كان قبله إخبار عن الله تعالى في قوله : {وإذ قلنا } لأنه قد عُلِم
أن ذنوب الخاطئين لايغفرها إلا الله تعالى , فاستُغني عن النون
وَرَدَّ الفعل إلى الخطايا المغفورة .
قال الشاطبي مشيرا لقراءة نافع في هذا اللفظ :
( وذ كّر هنا أصلا .....)
أي أن المشار إليه بالهمزة في قوله ( أصلا) وهو رمز نافع قرأ بالتذكير
ومن خصائص قراءة إمامـنا نافـع:
{ مِيكَآئِلَ } في قوله تعالى :
{ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَآئِلَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } البقرة/98.
قرأ نافع وحده بدون ياء بعد الهمزة , وهي لغة من لغات هذا الإسم .
قال الشاطبي :
( ودع ياء ميكائيل والهمز قبله ـــ على حجة والياء يحذف أجملا )
أي المشار لهما بالعين والحاء يحذفان الياء والهمزة من { ميكائيل }
ونافع المشار إليه بالهمزة من ( أجملا ) يحذف الياء الثانية التي بعدها الهمزة فقط .
{ وَ لاَ تَـسْـأَلْ } في قوله تعالى :
{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تَسْـألْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }البقرة /119.
قرأها نافع مفتوحة التاء مجزومة اللام على النهي ,
وفي النهي معنى التعظيم لما هم فيه من العذاب , أي لا تسأل يا محمد عنهم ,
فقد بلغوا غاية العذاب التي ليس بعدها مستزاد .
قال الشاطبي :
( وتسأل ضموا التاء واللام حركوا ــــ برفع خـلودا وهو من بعد نفي لا )
أي السبعة إلا نافع على القراءة بضم التاء واللام على النفي ,
فتعين لنافع القراءة بفتح التاء وإسكان اللام على النهي الذي هو ضد النفي .
ومن خصائص قراءة الامام نافع المدني :
قراءته : ( النبيء , النبيئين , النبيئون , الأنبئاء , النبوءة ) وماشابهه , بالهمز ,
مثال ذلك :
قوله تعالى : {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِـيـئُـونَ مِن رَّبِّهِمْ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة /136
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّـبِيـئِينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران /21
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّـبِـيـئُونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء
فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً
وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة /44
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَ نْـبِــئَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ
بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء /155
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوءَةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ
وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد /26
ولم يهمز قالون موضعين في سورة الأحزاب ورد فيهما همزتان مكسورتان , وذلك في قوله تعالى :
( وَٱمۡرَأَةً۬ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَہَا لِلنَّبِىِّ إِنۡ أَرَادَ ) الاحزاب/ 50
/وقوله تعالى :
( يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ ) الاحزاب/ 53
وذلك لأن مذهبه في الهمزتين المكسورتين هو تسهيل الاولى منهما
ولما أدى تسهيلها إلى الجمع بين الساكنين , أبدلها مثل ما قبلها ــ أي ياء ــ ثم أدغم ما قبلها فيها ,
وذلك حال الوصل ,
أما حال الوقف , فيرجع إلى أصله بالتحقيق .
وقراءة نافع جاءت على الأصل , من النبأ الذي هو الخبر , لأن النبي مُخبر عن الله تعالى ,
فهي تبنى على " فعيل " , بمعنى " فاعل " ,
أي منبئ عن الله تعالى بالوحي الذي يأتيه منه , فأصله بالهمز .
قال الشاطبي :
( وجمعا وفردا في النبيء وفي النبو ــــ ءة الهمز كـل غير نافع أبـدلا )
( وقالون في الأحزاب في للنبي مع ــــ بيوت النبي الياء شدد مبدلا )
)
ومن خصائص قراءة إمامنا نافع أيضا:
قراءته { الصابئين } { الصابئون }
بترك الهمز حيث وردت ، وهي ثلاثة لاغير :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة/62
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ
صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } المائدة/69
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ
يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج/17
فتقرأ { الصَّابُونَ } { الصَّابِينَ }
فهو إما خفف الهمزة على البدل ، أي أبدل منها في النصب ياء مكسورة ، وفي الرفع
واوا مضمومة ، فاجتمع ساكنان ، فحذف أحدهما .
والوجه الثاني : أن يكون من (صبا . يصبو ) إذا فعَلَ مالا يجب فعله كما يفعل الصبي
فيكون حذف لامه في الجمع في الاعتلال .
قال الشاطبي مشيرا إلى قراءة الجماعة بالهمز سوى نافع :
( وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ )
ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :
قراءته : { حَـتَّى يَـقُـولُ } برفع اللام , في قوله تعالى :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم
مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } البقرة /214.
قال الشاطبي :
( ... وحتى يقول الرفع في اللام أوِّلاَ )
وعلى القراءة بالرفع , أي : وزلزلوا حتى الرسول يقول , أي حتى هذه حاله , وبالرفع قرأ
مجاهد والأعرج وابن محيصن وشيبة .
وفُسرت الآية على أن في الكلام تقديم وتأخير , والتقدير : " حتى يقول الذين آمنوا : متى
نصر الله ؟ فيقول الرسول : ألا إن نصر الله قريب , فقدّم الرسول في الرتبة لمكانته , ثم
قدم قول المومنين لأنه المتقدم في الزمان " .
قراءته : { عَسِـيتُمْ } بكسر السين , في قوله تعالى :
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيءٍ لَّهُمُ
ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسِـيتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ
وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ
إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
البقرة /246
وقوله تعالى :
{ فَهَلْ عَسِـيتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } محمد /22.
قال الشاطبي :
( ..... عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلا )
أي المشار إليه بالهمزة من قوله : ( انجلا ) يقرأ بالكسر : { عسيتم } حيث وردت ,
والكسر لغة في " عسى " إذا اتصل بمضمر خاصة .
ا لمد في : { أنـا }
ــ اختص إمامنا نافع بمد ألف { أنـا } وصلا في القرءان الكريم , شرط أن تأتي بعدها همزة قطع .
وتأتي { أنـا } في القرءان الكريم على شكلين :
إما قبل همزة قطع نحو : { وأنا أول المسلمين } .
أو قبل حرف غير همزة قطع نحو : { إنما أنا نذير} .
فقبل همزة القطع وقع منها في القرءان الكريم خمسة عشر موضعا :
ـ موضعان قبل الهمزة المضمومة :
1) { قال أنا أحيي وأميت } البقرة / 258.
2) { أنا أنبئكم بتاويله } يوسف / 45.
ـ عشرة مواضع قبل الهمزة المفتوحة :
1) { وأنا أول المسلمين } الأنعام / 163.
2) { وأنا أول المومنين } الأعراف / 143.
3) { إني أنا أخوك } يوسف / 69 .
4) { أنا أكثر منك مالا } الكهف / 34.
5) { أنا أقل منك مالا } الكهف /39.
6) { أنا ءاتيك به قبل أن تقوم } النمل /39.
7) { أنا ءاتيك به قبل أن يرتد } النمل / 40.
8) { وأنا أدعوكم إلى العزيز } غافر / 42.
9) { فأنا أول العابدين } الزخرف / 81.
10) { وأنا أعلم بما أخفيتم } الممتحنة /1.
اختص نافع بإثبات ألف { أنا } وصلا دون سائر السبعة إذا أتى بعد
{ أنا } همزة قطع , سواء كانت مضمومة أو مفتوحة , واتفقت الروايات والطرق عنه على إثباتها عند همزتي القطع المضمومة والمفتوحة , وهي المذكورة آنفا .
وأما عند همزة القطع المكسورة , وهي ثلاثة مواضع :
1) { إن أنا إلا نذير وبشير } بالأعراف / 188.
2) { إن أنا إلا نذير مبين } بالشعراء / 115.
3) { وما أنا إلا نذير مبين } بالأحقاف / 9 .
فانفرد عنه قالون بإثبات الألف ورُوِي عنه حذفها كذلك , أي له الوجهان ,
وعلى إثباتها وصلا يكون مدّها من قبيل المنفصل فيقرأ حسب الوجه المقروء له به ,
وأما ورش فيحذف الألف وصلا عند الهمزة المكسورة .
وأما حال الوقف , فكل القراء متفقون على إثبات الف { أنـا } .
وأما ألف { أنـا } الواقع بعده حرف غير همز نحو : { أنا ومن اتبعني }
{ أناخير } ,وماشابهه , فتحذف الألف وصلا وتثبت وقفا لجميع القراء .
قال الشاطبي رحمه الله :
( ومد أنا في الوصل مع ضم همزة ــ وفتح أتى والخلف في الكسر بـجلا )
ومن خصائص قراءة نافع :
قراءته : { خطيئـاته } بالجمع في قوله تعالى :
{ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَاتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة/81
حمله على معنى الإحاطة , والإحاطة إنما تكون بكثرة المحيط .
بمعنى: " بلى من كسب شركا وأحاطت به كبائره فأحبطت أعماله , فأولئك أصحاب النار"
قال الشاطبي :
( خطيئته التوحيد عن غير نافع )
أي كل السبعة على القراءة بالإفراد سوى نافع .
ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :
أنه يفتح كل ياء إضافة وليتها همزة قطع مضمومة ,
وجملتها عشر ياءات في القرآن الكريم هي :
{ إنيَ أعيذها } آل عمران /36.
{ إنيَ أريد } المائدة / 29.
{ فإنيَ أعذبه } المائدة / 115
{ إنيَ أمرت } الأنعام / 14.وبالزمر / 11. { عذابيَ أصيب به } الأعراف / 156.{ إنيَ أشهد } هود /54
{ أنيَ أوفي } يوسف / 59.
{ إنيَ ألقي } النمل / 29
{ إنيَ أريد } القصص / 27.
قال الشاطبي : ( وعشر يليها الضم مشكلا - فعن نـافع فـافـتح...)
وقراءة نافع بفتح هذه الياءات جاءت على الأصل , لأنها اسم المضاف إليه
وأصلها الحركة , والدليل على ذلك أنها كالكاف في " عليك و إليك "
و كالهاء في " إليه و عليه "
وهذه المضمرات لا تكون إلا متحركة , فكذلك ياء الإضافة , وإنما جاز
إسكانها استخفافا للحركة على الياء .
اختص إمامنا نافع بفتح ثمان من ياءات الإضافة الواقع بعدها همزة قطع مكسورة وهي :
{ من أنصاريَ إلى الله } في آل عمران/52 و الصف/14
{ بناتيَ إن كنتم} الحجر/71.
{ ستجدنيَ إن شاء الله } في الكهف/69 و القصص/27 و الصافات/102 .
{ بعباديَ إنكم } الشعراء /52.
{ لعنتيَ إلى } ص/78.
قال الشاطبي رحمه الله :
( بناتي وأنصاري عبادي ولعنتي ---- وما بعده إن شاء بالفتح أهملا )
أشار رحمه الله إلى أن نافعا المرموز إليه بالهمزة في قوله : ( أهملا )
فتح هذه الياءات المذكورة , وقصد بقوله : ( وما بعده إن شاء ) موضع الكهف والقصص والصافات المذكورة آنفا . فهو فيها على أصله وقاعدته العامة في ياءات الإضافة الذي هو الفتح إلا ما استثنى من ذلك .
ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :
قراءته : { مَـيْسُـرَةٍ } بضم السين , في قوله تعالى :
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُـرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
البقرة /280.
والضم والفتح لغتان فصيحتان , وبالضم قرأ مجاهد وابن محيصن وشيبة وعطاء وحميد والحسن , وهي لغة هذيل .
قال الشاطبي :
( وميسرة بالضم في السين أصلا )
أشار رحمه الله إلى قراءة نافع بالضم بهمزة ( أصلا )
فتعين للباقين القراءة بفتحها .
ومن خصائص قراءته :
قراءته : { تَـرَوْنَهُـم } بالتاء على الخطاب , في قوله تعالى :
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ تَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }آل عمران/13.
وناسبت القراءة بالخطاب ما قبله , وهو قوله تعالى : { قد كان لكم آية في فئتين التقتا } , وحسن أن يكون الخطاب للمسلمين , والهاء والميم للمشركين , فخاطب ثم عاد إلى الغيبة في قوله { مثليهم } وهو في القرآن وكلام العرب كثير , ويحتمل أن يكون الضمير في { مثليهم } للمسلمين , أي : ترون المسلمين مثلي ما هم عليه من العدد , لتقوى أنفسهم على لقاء العدو , ويحتمل أن يكون للمشركين , لأنهم كانوا ثلاثة أمثالهم , فقللهم الله في أعينهم ليجسروا على لقائهم .
يؤيد ذلك قوله تعالى :
{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }الأنفال /44.
قال الشاطبي مشيرا إلى أن مدلول " الخاء " من ( خـص ) وهم كل القراء قراءتهم بالغيب سوى نافع :
( ... وترون الغيب خُـصَّ وخُـلِّلاَ ).
ومن خصائص قراءة المدني :
أنه سـهّـل الهمزة التي هي عين الفعـل وصلا ووقـفا في :
{ أرءيتكم } و { أرء يـتـم } و { أرءيـت } و { أ فـرء يـت } و { أرءيتـك }
وشبهه ,
إذا كان قبل الراء همزة ــ أي همزة الاستفهام ,
استثقل اجتماع همزتبن في فعل واحد مع اتصال الفعل بضمير , فخفف الثانية بين بين .
ولإمامنا ورش وجـه ثـان , وهو إبدالها ألفا . ومثال ذلك في بعض الآيات :
{ قُلْ أَرَأَْيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الأنعام/40
{ قُلْ أَرَأَْيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ
غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }الأنعام/46
{ قَالَ أَرَأَْيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ
إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً }الكهف/63
{ أَفَرَأَْيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَّكَّرُونَ }
الجاثية /23 .
{ قَالَ أَرَأَْيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً }الإسراء/62 .
قال الشاطبي :
(أرأيت في الاستفهام لا عين راجع ـــــ وعن نافع سهل وكم مبدل جــلا )
أشار إلى قراءة الكسائي بإسقاط الهمزة في هذه الكلمات وإلى قراءة
نـافع ووجه الإبـدال لورش كما تقـدم , فتعين لباقي القراء إثبات الهمزة
محقـقة , وإذا وقف حمزة سهل الهمزة .
قراءته : { أنِّي أخْلُقُ } بكسر الهمزة , وذلك في قوله تعالى :
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
إِنِّيَ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَائِراً بِإِذْنِ اللّهِ
وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ
فِي بِيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } آل عمران /49.
جعل الكلام مستأنفا , مبتدأ به , فكسر " إن "
ويجوز أن تكون " إن " وما بعدها تفسيرا لما قبلها , مثل قوله تعالى:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } ثم فسَّر التمثيل بينهما فقال :
{ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران /59.
قال الشاطبي مشيرا إلى قراءة نافع :
( وبالكسر إني أخلق اعتاد أفضلا )
( والله تعالى أعلم )
ومن خصائص قراءته كذلك :
قراءته : { طَـائِـرًا } في نفس الآية السابقة , بألف وهمزة على التوحيد , على تقدير :
" فأنفخ في الواحد منها فيكون طائرا " .
وكذلك قراءته في موضع المائدة , في قوله تعالى :
{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَائِراً بِإِذْنِي
وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة /110 .
قال الشاطبي :
( وفي طائرا طيرا بها وعقودها ــــــ خـصوصا ........ ) .
أشار رحمه إلى أن مدلول " الخاء " من " خـصوصا " وهم كل القراء سوى نافع ,
قراءتهم بالجمع في الموضعين , ونافع بالإفراد في الموضعين .
ومن خصائص قراءة الإمام نافع :
قراءته : { يـُحْـزِنـكَ } وما شابهه , بضم الياء وكسر الزاي حيث ورد .كقوله تعالى :
{وَلاَ يُحْـِزنـكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران / 176.
و{ لَـيُحْـزِنُـنِيَ } في قوله تعالى :
{ قَالَ إِنِّي لَـيُحِْزِنُـنِيَ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } يوسف/13
و{ لِـيُحْـزِنَ الَّـذِيـنَ }في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }المجادلة /10 .
كل ذلك بضم الياء وكسر الزاي ,
إلا : { لا يَحْزُنُهُم } في قوله تعالى :
{ لَا يَـحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الأنبياء /103.
فإنه فتح الياء وضم الزاي مثل سائر القراء .
جمع رحمه الله بين اللغتين . فقرأ في سائر القرآن بالضم , من" أحْزَنَ" يقال : أحزنت الرجل , إذا جعلته حزينا , فضُمَّت الياء في المستقبل لأنه رباعي .
وقرأ في موضع الأحزاب على اللغة الأخرى , من " حَـِزنَ الرجل , يَـحْزَنُ "
ومنه قوله تعالى :
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة /38.
قال الشاطبي :
( ........ ويحزن غير الأنبياء بضم واكسر الضم أحفلا )
أخبر رحمه الله أن المشار إليه بالهمز من ( أحفلا )وهو نافع , قرأ بالضم وأنه كسر ضم الزاي , سِـوَى حرف الأنبياء , كما تقدم .
ومن خصائص قراءة إمامنا نافع :
قراءته : { وإن كانت واحدة } بالرفع ,
وذلك في قوله تعالى :
{ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ
فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ
آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً } النساء/11
اختص وحده بالقراءة بالرفع , جعل " كان " تامة , بمعنى : حدث ووقع ,
والتقدير : فإن وقع أو حدث إرث واحدة , أو حكم واحدة أو نحوه ,
قال الشاطبي :
( ... نافع بالرفع واحدة جـلا )
قراءته : { مَـدْخَلاً } بفتح الميم , في موضعين في القرآن الكريم :
في قوله تعالى :
{ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مَّدْخَلاً كَرِيماً }النساء/31
وفي قوله تعالى :
{ لَيُدْخِلَنَّهُم مَّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ }الحج /59
فتح على المصدر , جعله مصدرا لفعل ثلاثي مضمر ,
بمعنى : " ندخلكم فتدخلون مدخلا "
ويجوز أن يكون { مدخلا } بالفتح , مكانا , أي يدخلكم مكانا , فيتعدَّى إليه
{ ندخلكم } على المفعول به , وحَسُنَ ذلك لأنه قد وُصِفَ بالكريم ,
كما جاء في قوله تعالى : { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } الشعراء / 58.
قال الشاطبي :
( مع الحج ضمُّوا مَدْخَلاً خَـصَّهُ .....)
أشار إلى أن المشار إليهم بالخاء من قوله : ( خصه )
وهم كل السبعة سوى نافع , ضموا الميم في الموضعين , فَتَعَيَّنَ لنافع الفتح وحده .
قراءته : { دَفْعُ اللهِ النَّاسَ } بكسر الدال وألف بعد الفاء المفتوحة : { دِفَاعُ }
في الموضعين , في قوله تعالى :
{ وَلَوْلاَ دِفاعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة/251
وفي قوله تعالى :
{... وَلَوْلَا دِفاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج/40
جعله مصدرا ل : " فاعَلَ " أو مصدرا ل : " فعَلَ " كقولهم : كتبت كتابا ,
كقوله تعالى : { كتاب الله عليكم } النساء /24
فتكون القراءتان بمعنى واحد .
قال الشاطبي :
( دفاع بها والحج فتح وساكن ـــــ وقصر خـصوصا ... )
أخبر أن القراء كلهم إلا نافعا على القراءة بفتح الدال وسكون الفاء دون ألف في الموضعين , فتعين لنافع القراءة كما لفظ بها , بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها .
قراءته :{ وَالأُذْنَ بالأُذْنِ } { في أذْنَيْهِ } { أُذْنُ }
بإسكان الذال حيث وقع , والإسكان والضم , لغتان فصيحتان .
وذلك في قوله تعالى :
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذْنَ بِالأُذْنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهْوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة/45
و في قوله تعالى :
{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيءَ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذْنٌ قُلْ أُذْنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة/61
وفي قوله تعالى :
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذْنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }لقمان/7
وفي قوله تعالى :
{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذْنٌ وَاعِيَةٌ }الحاقة/12
قال الشاطبي : (... وكيف أتى أذن به نافع تلا )
أي أن نافعا قرأ بالإسكان كيفما أتى هذا اللفظ , معرفا أو منكرا أو مفردا أو مثنى .
من خصائص إمامنا نافع :
قراءته { هَـذَا يَوْمُ } بنصب الميم , في قوله تعالى :
{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمَ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة/119
جعل الإشارة ب: " هذا " لغير " يوم "
والتقدير : " هذا الذي اقتص عليكم يحدث يوم ينفع الصادقين صدقهم ,
أي سيقوله ذلك اليوم , وأفعال الله تعالى التي يخبر عنها بمنزلة الكائنة ,
لذلك يخبر عنها بلفظ الماضي , وهو كثير في القرءان .
قال الشاطبي :
( ويـوم برفع خـذ ........)
أي قرأ برفع الميم جميعهم إلا نافع .
ومن خصائصه :
قراءته :{ سَبيلُ الْمُجْرِمِينَ } بنصب اللام .
جعل : { لِتَسْتَبينَ } خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم ,
و { سَبيلَ } مفعول به .
في قوله تعالى :
{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55
قال الشاطبي :
( سبيل برفع خـذ ....... )
ويُُعْلَمُ انفراده بالنصب من الضد ,
إذ كلهم على الرفع , فتعين له النصب .
قراءته : { وخَرَقُوا } بتشديد الراء
في قوله تعالى :
{وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَّقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }الأنعام/100
شَدَّدَ على التكثير لكفرهم , ومطابقة لقولهم العظيم لما ادعوا لله البنات ,
سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا .
قال الشاطبي :
( ... وخرَّقوا بتثقيله انجلا )
أشار رحمه الله إلى أن المرموز له بالألف من ( انجلا )
وهو نافع تميز من بين الجماعة بقراءته بالتشديد .
قراءته : { محياي } بالإسكان بخلاف عن ورش ,
وفتح { مماتي } .
في قوله تعالى :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَآيْ وَمَمَاتِيَ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام/162
قال الداني :
كان ورش يروي عن نافع الإسكان في { محياي } ويختار لنفسه الفتح .
وتقدم تعليل الفتح في ياءات الإضافة في الصفحة الثانية .
قال الشاطبي :
( ومحياي جئ بالخلف والفتح خوِّلا )
وقال :
( مماتي أتى ........ )
أي المشار إليه بالجيم من : ( جئ ) وهو ورش ,
اختلف عنه بين الفتح والإسكان في { محياي }
والجماعة وهم مدلول الخاء في ( خولا )على الفتح سوى نافع .
ثم أشارفي سياق ذكره للفتح إلى أن نافع فتح { مماتي }
وهو المرموز له بالهمزة من ( أتى )
قِرَاءَتُهُ : { خَالِصَةً } بالرفع ,
في قوله تعالى :
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32
جعل { خالصة } خبرا ل: " هي " في قوله تعالى : { قل هي للذين آمنوا }
بمعنى : " قل الطيبات والزينة خالصة للمؤمنين في الآخرة "
قال الشاطبي :
( وخالصةٌ أصل .... )
أخبر أن نافعاالمشار إليه بالهمزة من قوله : ( أصل )
قرأ برفع التاء كما لفظها مرفوعة .
ومن خصائصه :
قراءته : { على أن لا } بفتح الياء مشددة ,
على تعدية { حقيق } إلى ضمير المتكلم ,
وأدغم ياء " على " التي تنقلب مع الضمير ياء في ياء المتكلم وفتحها .
وذلك في قوله تعالى :
{حَقِيقٌ عَلَىَّ أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ }الأعراف/105
قال الشاطبي :
( علىَّ على خصوا ..... )
أشار إلى قراءة الجماعة " على " بياء ساكنة تنقلب ألفا في اللفظ ,
وهم المشار لهم بالخاء من (خصوا )
وبقي نافع وحده على القراءة بياء مفتوحة مشددة كما لفظ بها في الأول .
قراءته : { يقتلون } بفتح الياء مخففا , في قوله تعالى :
{وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ
يَقْتُلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }الأعراف/141
وقراءته بالتخفيف من " قتل , يقتل " وهو يدل على القلة والكثرة .
قال الشاطبي مشيرا لذلك :
( ... وفي يقتلون خـذ ... )
يعني أن كل القراء إلا نافعا لهم التثقيل الذي ذكره قبل ,
فتعين لنافع القراءة بالتخفيف .
وقراءته : { بعذاب بيس } بياء ساكنةمن غير همز وكسر الباء قبلها
على وزن: عِيس
خفف الهمزة بالبدل بياء .
وذلك في قوله تعالى :
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }الأعراف/165
قال الشاطبي :
( وبيس بياء أمَّ ... )
أخبر رحمه الله بوجه قراءة إمامنا نافع المشار إليه بالهمز من { أم }
تفرده بقراءة : { لايتبعوكم } في قوله تعالى :
{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتْـبَعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ }
الأعراف/193
و { يتبعهم } وفي قوله تعالى :
{وَالشُّعَرَاءُ يَتْـبَعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء/224
بإسكان التاء و فتح الباء مخففا
وهما لغتان , والمعنى واحد
وقال بعض أهل اللغة :
أتْبَعْتَ القوم : إذا سبقوك فأسرعت نحوهم
واتَّبَعْتَهُمْ : إذا ذهبت معهم ولم يستتبعوك
قال الشاطبي :
( ولا يتبعوكم خـف مع فتح بائه ـــــ ويتبعهم في الظلة احتل واعتلا )
أخبر رحمه الله بقراءة نافع المذكورة آنفا في الموضعين
وقوله : في الظلة , أي في سورة الشعراء
قراءته : { يَمُدُّونَهُمْ } بضم الياء وكسر الميم ,
في قوله تعالى :
{ وَإِخْوَانُهُمْ يُمِدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ }الأعراف/202
أي يزينون لهم الغي والكفر , وفيه لغتان : مد وأمد .
قال الشاطبي :
( يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا )
أي إقرأ للمشار إليه بالهمزة في ( أعدلا )
بضم فتحة الياء وكسر ضمة الميم ,
{ مُرْدَفِينَ } بفتح الدال , في قوله تعالى :
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدَفِينَ }الأنفال/9
وفتح الدال بمعنى : أن الذين قاتلوا يوم بدر ,
أُرْدِفوا بألف من الملائكة , أي أنزِلُوا إليهم لمعونتهم على الكفار ,
قال الشاطبي :
( وفي مردِفين الدالَ يفتحُ نافع )
ذكره هنا بصريح اسمه , وقراءته واضحة .
قراءته بنقل حركةالهمز إلى الساكن قبله في :
{ به ءالآن } و { ءالآن وقد عصيت }
في قوله تعالى :
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }يونس/51
{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }يونس/91
تفرد نافع بالقراءة بفتح اللام من غير همز ,
أي أنه ينقل هنا بكماله حركة الهمزة إلى الساكن قبلها .
قال الشاطبي رحمه الله :
(...... ولنافع ــــــ لدى يونس ألآن بالنقل نقلا )
{ ردًا } بالقصص ,
في قوله تعالى :
{ {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدًا يُصَدِّقْنِي إِنِّيَ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ }القصص/34
اختص بنقل حركة الهمزة إلى الدال قبلها حال الوصل , ولم ينفرد حال الوقف .
قال الشاطبي :
( ونقل رداً عن نافع .... )
ونقل الحركة من وسائل تخفيف الهمز , وهو لغة من لغات العرب ,
استعمله نافع رحمه الله جمعا بين اللغتين .
{ غيابت } على الجمع : { غيابات } في الموضعين ،
في قوله تعالى :
{ قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ
يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } يوسف/10
وقوله تعالى :
{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ
وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }يوسف/15
جمع لأنه يمكن أن يكون للجب غيابات
و يجوز حذف مضاف على أنهم ألقوه في إحدى الغيابات .
قال الشاطبي :
( غيابات في الحرفين بالجمع نافع )
وقراءته : { الرياح } بالجمع .
في قوله تعالى :
{ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّياحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ }إبراهيم/18
وفي قوله تعالى :
{ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّياحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ
إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }الشورى/33
قرأ بالجمع , على معنى أن الريح تأتي من كل جانب , فهي رياح .
قال الشاطبي :
( وفي سورة الشورى ومن تحت رعده *** خصوص ... )
أي كل السبعة سوى نافع , وهم مدلول الخاء ,
على القراءة بالتوحيد الذي ذكره قبل ذلك بقوله :
(والريح وحدا ) , فتعين لنافع القراءة بالجمع من الضد .
{ فبم تبشرون }
في قوله تعالى :
{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونِ }الحجر/54
تفرد نافع بكسر النون مع تخفيفها ,
وأصله :" تبشرونني " حذفت النون الثانية للتخفيف ,
وكسرت لاتصالها بالياء , ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها .
قال الشاطبي :
( وثقل للمكي نون تبشرو ---- ن واكسره حرميا وما الحذف أولا )
أشار إلى أن مدلول ( حرمي ) كسرا النون
وتعين التخفيف لنافع من ضد التثقيل الذي ذكره للمكي ,
ثم أشار إلى أن النون المحذوفة لنافع هي الثانية لا الأولى .
وكذلك قرأ :
{ مفرطون }
في قوله تعالى:
{وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى
لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرِطُونَ }النحل/62
بكسر الراء , من "أفرط " إذا أعجل
أي أنهم معجّلون إلى النار , وسابقون إليها .
قال الشاطبي :
( ورا مفرطون اكسر أضا ....... )
أمر أن يقرأ بكسر راء " مفرطون " لنافع
وهو المشار إليه بالهمزة من ( أضا )
ومن ذلك قراءته :
{ من لدني } بضم الدال مع تخفيف النون المكسورة .
في قوله تعالى :
{قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِي عُذْراً }الكهف/76
والانفراد له في الجمع بين ضم الدال وتخفيف النون .
لم يأت بنون مع الياء , لأنه ضمير مخفوض , مثل : " داري "
وكُسرت النون لاتصالها بالياء .
قال الشاطبي :
( ونون لدني خف صاحبه إلى )
يعني أن مدلول " ص" و " أ " وهما شعبة ونافع خففا النون ,
ثم قال :
( وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا )
فلما قرأ شعبة بالإشمام في الدال , تفرد كل منهما بوجه .
قراءته برفع اللام في :
{ مثقال حبة }
في موضعين , في قوله تعالى :
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً
وَإِن كَانَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }الأنبياء/47
وفي قوله تعالى :
{يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ
أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }لقمان/16
أسند الفعل إلى المثقال .
قال الشاطبي :
( ومثقال مع لقمان بالرفع أكملا )
أي أن المشار إليه بالهمزة في ( أكملا )
قرأ برفع " مثقال " في الموضعين .
{ فتخطفه }
في قوله تعالى :
{حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء
فَتَخَطَّفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }الحج/31
بفتح الخاء وتشديد الطاء المفتوحة .
من الخطف , بناه على : تتفعل , تتخطف ,
حذفت إحدى التاءين للتخفيف , فصار : { فَتَخَطَّفُهُ }
قال الشاطبي :
( فتخطفه عن نافع مثله ... )
أي بالتثقيل مثل ما ذكر قبل ذلك من تثقيل .
و اختص بضم التاء وكسر الجيم في : { تهجرون }
في قوله تعالى :
{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تُهْجِـرُونَ }المؤمنون/67
بمعنى " الهُجْر " وهو الهذيان ومالا خير فيه من الكلام .
قال الشاطبي :
( وتهجرون بضم واكسر الضم أجملا )
وقوله : " واكسر الضم " أي ضم الجيم اكسره لنافع ,
وهو المرموز له بالهمزة من : (أجملا )