مقدّمة تعريف بالقراءات العشر والقراء العشرة

إن علم القراءات القرآنية العشر هو من العلوم اّلتي أخذت حيّزًا من اهتمام كثير من

طلاب العلم وتعتبر قصيدة الشاطبية التي تحتوي سبعًا من هذه القراءات والدُّرَّة المضية

التي تحتوي تتمة القراءات العشر هي العمدة في تلقي هذه القراءات عند العديد من القرّاء.

ثم أتت طيبة النشر لتكون المنظومة الجامعة المانعة التي حوت الخير من أطرافه فجمعت

ماوجد في الشاطبية والدرة وأضافت عليها دررًا نفيسة مما غاب عنهما .

وتنقسم كل منظومة من هذه المنظومات إلى:

الأصول: والتي تحتوي الكيفيات التجويدية لكل قارئ، والتي غالبًا ما تعتمد قواعد

مطردة تبنى عليها كل قراءة.

وفرش السور والآيات : الذي يحتوي تفصيل الخلافات في قراءة كلمات الآيات القرآنية،

والتي اختلف فيها القرّاء، والتي لا تضبط غالبا بقاعدة مطردة.


والشّاطبية هي : نظم ألفه الإمام الشاطبي الرعيني الأندلسي في القرن السادس الهجري

وضمنه ما ذكره أبو عمرو الداني في كتابه التيسير الذي كتبه في القرن الخامس الهجري

والذي حوى قراءات حققت شروط قبول القراءة عنده ونسبتها للقراء السبعة المعروفين

وكل قارئ ذكر عنه راويان، وهم على الترتيب:

في الشاطبية:

1 - نافع المدني : لّقب بذلك لأنه عاش في المدينة المنورة فهو قارئ المدينة، وراوياه: قالون ، ورش.

2 -ابن كثير المكي: لقب بذلك لأنه عاش في مكة المكرّمة فهو قارئ مكة:
وراوياه هما: البزّي )(أحمد) ، قنبل.

3- أبو عمرو البصري: ولقب بذلك لأنه عاش في البصرة وراوياه:

وهما: أبو عمر الدّوري، السّوسي(شعيب) .

4 -ابن عامر الشّامي : ولقب بذلك لأنه عاش في الشّام فهو قارئ:
الشّام وراوياه هما: هشام وابن ذكوان.

أما في الكوفة فاشتهر منها ثلاثة قراء:

1-عاصم: وراوياه هما شعبة وحفص.

2-حمزة: وراوياه هما خلاد وخلف.

3-الكسائي: وراوياه هما أبو الحارث والدّوري.

وأضاف الشاطبي في هذه القصيدة (الشاطبية أو حرز الأماني ووجه التهاني ) إليه بعض

الروايات والأوجه التي ثبتت عنده عن هؤلاء القراء ولم يثبتها أبو عمرو الداني مما تلقاه

الشاطبي عن شيوخه (النفزي، وابن هذيل الذي قرأ عليه التيسير) أو ما سمعه من شيوخ

آخرين وما ثبت عنده من نقول حققت شروط القبول.
أشهر من شرح الشاطبية مما بين أيدينا اليوم: السخاوي تلميذ الناظم ، أبو شامة
الدمشقي، الجعبري، الشيخ شعلة (شعلة على الشاطبية)، ابن القاصح، السيوطي؛ وهذه شروح قديمة.
ويوجد العديد من الشروح الحديثة من أشهرها: شرح الشيخ عبد الفتاح القاضي ،
البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي (الذي يقرأ بمضمنه العديد من الشيوخ اليوم).
والدرّة هي:


تتمّة القراءات العشر المتواترة المقبولة، حيث إن هذه القراءات الثلاث كانت

معروفة ولربما كان يعتبرها البعض أشهر لكن ضعف الاهتمام ﺑﻬا ولم يتناولها علماء

القراءات. كما تناولوا السبعة فتناولها ابن الجزريّ وأكد ثبوﺗﻬا إلى قرائها وقبولها ،

وجمعها أوّلا في كتاب تحبير التيسير، حيث جمع الكتاب القراءات السبع حسب ما وجد في

التيسير، وأضاف لها القراءات الثلاث هذه . وقد نظم هذه القراءات الثلاث في قصيدة

الدرة المضية التي هي على نمط الشّاطبية من البحر الطويل ، حتى يسهل على الطالب

الذي جمع القراءات السبع من طريق الشّاطبية إكمالها حتّى العشر بقصيدة من نفس

الوزن.

أما قراء الدرة فهم:

1-أبو جعفر وأصله نافع، وراوياه: ابن وردان وابن جماز.

2-يعقوب وأصله أبو عمرو، وراوياه: رويس، روح.

3-خلف وأصله حمزة، وراوياه: إسحاق، إدريس.
وأشهر من شرح الدرة مما بين أيدينا اليوم: النويري تلميذ الناظم، والزبيدي؛ وهذان
أشهر الشروح القديمة.
أما الشروح الحديثة فكثيرة أشهرها: الرميلي في المنح الإلهية، والأبياري ، المخللاتي ،
الضباع، عبد الفتاح القاضي في الإيضاح، عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي.. وأغلبهم من علماء مصر المحروسة بإذنه تعالى، إضافة لعدد من شروح العديد من الشيوخ الأجلاء.

ملاحظة:

في قصيدة (الدرة) يذكر ابن الجزري ما يخالف كل قارئ به أصله، أما ما يوافقه فإنه لا يذكر.

ليست هناك تعليقات :

المرجوا إحترام حقوق صاحب المدونة © 2013 مدونة الجامع |